×
الملخص الفقهي الجزء الأول

فهي سنة ثابتة، لا ينبغي للمسلم تركها.

أما عدد ركعاتها، فلم يثبت فيه شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم، والأمر في ذلك واسع.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ([1]): «له أن يصلي عشرين ركعة، كما هو مشهور من مذهب أحمد والشافعي، وله أن يصلي ستًا وثلاثين، كما هو مذهب مالك، وله أن يصلي إحدى عشرة ركعة وثلاث عشرة ركعة، وكل حسن، فيكون تكثير الركعات أو تقليلها بحسب طول القيام وقصره».

وعمر رضي الله عنه لما جمع الناس على أُبي رضي الله عنه؛ صلى بهم عشرين ركعة، والصحابة منهم من يقل ومنهم من يكثر، والحد المحدود لا نص عليه من الشارع، وكثير من الأئمة -أي: أئمة المساجد- في التراويح يصلون صلاة لا يعقلونها، ولا يطمئنون في الركوع ولا في السجود، والطمأنينة ركن، والمطلوب في الصلاة حضور القلب بين يدي الله تعالى، واتعاظه بكلام الله إذ يُتلى، وهذا لا يحصل في العجلة المكروهة، وصلاة عشر ركعات مع طول القراءة والطمأنينة أولى من عشرين ركعة مع العجلة المكروهة؛ لأن لب الصلاة وروحها هو إقبال القلب على الله عز وجل، ورب قليل خير من كثير، وكذلك ترتيل القراءة أفضل من السرعة، والسرعة المباحة هي التي لا يحصل معها إسقاط شيء من الحروف، فإن أسقط بعض الحروف لأجل السرعة، لم يجز ذلك، وينهى عنه، وأما إذا قرأ قراءة بينة ينتفع بها المصلون خلفه؛ فحسن، وقد ذم الله الذين يقرءون القرآن بلا فهم معناه، فقال تعالى:


الشرح

([1])انظر: « الفتاوى الكبرى » (4/ 427).