باب في بيان أحكام
الإمامة
هذه الوظيفة الدينية
المهمة التي تولاها رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسه وتولاها خلفاؤه الراشدون.
وقد جاء في فضل
الإمامة أحاديث كثيرة؛ منها: قوله صلى الله عليه وسلم: «ثَلاثٌ عَلَى كُثْبَانِ
الْمِسْكِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» ([1])، وذكر أن منهم
رجلاً أم قومًا وهم به راضون، وفي الحديث الآخر: «كَانَ لَهُ مِنَ الأَجْرِ
مِثْلُ أَجْرِ مَنْ صَلَّى خَلْفَهُ» ([2]).
ولهذا؛ كان بعض
الصحابة يقول للنبي صلى الله عليه وسلم: «اجْعَلْنِي إِمَامَ قَوْمِى» ([3])؛ لما يعلمون في ذلك
من الفضيلة والأجر.
لكن مع الأسف
الشديد؛ نرى في وقتنا هذا كثيرًا من طلبة العلم يرغبون عن الإمامة، ويزهدون فيها،
ويتخلون عن القيام بها، إيثارًا للكسل وقلة رغبة في الخير، وما هذا إلا تخذيل من
الشيطان.
فالذي ينبغي لهم
القيام بها بجد ونشاط واحتساب للأجر عند الله؛ فإن طلبة العلم أولى الناس بالقيام
بها وبغيرها من الأعمال الصالحة.
وكلما توافرت مؤهلات الإمامة في شخص كان أولى بالقيام بها ممن هو دونه، بل يتعين عليه القيام بها إذا لم يوجد غيره:
الصفحة 1 / 560
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد