×
الملخص الفقهي الجزء الأول

باب في الذكر بعد الصلاة

قال الله سبحانه وتعالى:﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ ذِكۡرٗا كَثِيرٗا ٤١ وَسَبِّحُوهُ بُكۡرَةٗ وَأَصِيلًا [الأحزَاب: 41-42].

وخصص سبحانه الأمر بذكره بعد أداء العبادات:

فأمر بذكره بعد الفراغ من الصلوات؛ فقال سبحانه:﴿فَإِذَا قَضَيۡتُمُ ٱلصَّلَوٰةَ فَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ قِيَٰمٗا وَقُعُودٗا وَعَلَىٰ جُنُوبِكُمۡۚ [النِّسَاء: 103]، وقال سبحانه:﴿فَإِذَا قُضِيَتِ ٱلصَّلَوٰةُ فَٱنتَشِرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَٱبۡتَغُواْ مِن فَضۡلِ ٱللَّهِ وَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ كَثِيرٗا لَّعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ [الجُمُعَة: 10].

وأمر بذكره بعد إكمال صيام رمضان، فقال سبحانه:﴿وَلِتُكۡمِلُواْ ٱلۡعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَىٰكُمۡ وَلَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ [البَقَرَة: 185].

وأمر بذكره بعد قضاء مناسك الحج؛ فقال سبحانه:﴿فَإِذَا قَضَيۡتُم مَّنَٰسِكَكُمۡ فَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ كَذِكۡرِكُمۡ ءَابَآءَكُمۡ أَوۡ أَشَدَّ ذِكۡرٗاۗ [البَقَرَة: 200].

وذلك -والله أعلم- جبر لما يحصل في العبادة من النقص والوساوس، ولإشعار الإنسان أنه مطلوب منه مواصلة الذكر والعبادة؛ لئلا يظن أنه إذا فرغ من العبادة؛ فقد أدى ما عليه.

والذكر المشروع بعد صلاة الفريضة يجب أن يكون على الصفة الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم، لا على الصفة المحدثة المبتدعة التي يفعلها الصوفية المبتدعة.

ففي «صحيح مسلم» عن ثوبان رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا انصرف من صلاته؛ استغفر الله ثلاثًا، وقال: «اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلاَمُ،


الشرح