×
الملخص الفقهي الجزء الأول

فضل التفقه في الدين

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحابته والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.

وبعد: فإن التفقه في الدين من أفضل الأعمال، وهو علامة الخير، قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ يُرِدْ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ» ([1])؛ وذلك لأن التفقه في الدين يحصل به العلم النافع الذي يقوم عليه العمل الصالح.

قال الله تعالى: ﴿هُوَ ٱلَّذِيٓ أَرۡسَلَ رَسُولَهُۥ بِٱلۡهُدَىٰ وَدِينِ ٱلۡحَقِّ [التوبة: 33]، فالهدى: هو العلم النافع، ودين الحق: هو العمل الصالح.

وقد أمر الله سبحانه نبيه صلى الله عليه وسلم أن يسأله الزيادة من العلم: قال تعالى:﴿وَقُل رَّبِّ زِدۡنِي عِلۡمٗا [طه: 114].

قال الحافظ ابن حجر: «وقوله عز وجل: ﴿وَقُل رَّبِّ زِدۡنِي عِلۡمٗا، هذا واضح الدلالة في فضل العلم؛ لأن الله لم يأمر نبيه صلى الله عليه وسلم بطلب الازدياد من شيء، إلا من العلم» ([2]).

وقد سمى النبي صلى الله عليه وسلم المجالس التي يتعلم فيها العلم النافع بـ «رياض الجنة» ([3])، وأخبر أن: «الْعُلَمَاءَ هُمْ وَرَثَةُ الأَ نْبِيَاءِ» ([4]).


الشرح

([1])رواة البخاري: كتاب: (العلم)، باب: « من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين » (71)، ومسلم: كتاب: (الزكاة)، باب: « النهي عن المسألة » (1027).

([2])« فتح الباري » (1/ 141).

([3])رواة الترمذي: في كتاب: (الدعوات) (3510)، والإمام أحمد في « المسند » (12532).

([4])رواة أبو داود: في كتاب: (العلم) (3643)، وابن ماجة (223)، والترمذي (2682)، والدارمي (342).