ولا شك أن الإنسان قبل أن
يقدم على أداء عمل ما، لا بد أن يعرف الطريقة التي يؤدي بها ذلك العمل على وجهه
الصحيح، حتى يكون هذا العمل صحيحًا، مؤديًا لنتيجته التي تُرجى من ورائه؛ فكيف
يقدم الإنسان على عبادة ربه التي تتوقف عليها نجاته من النار ودخوله الجنة؛ كيف
يقدم على ذلك بدون علم؟!
ومن ثم افترق الناس
بالنسبة للعلم والعمل ثلاث فرق:
الفريق الأول: الذين جمعوا بين
العلم النافع والعمل الصالح، وهؤلاء قد هداهم الله صراط المنعم عليهم من النبيين،
والصديقين، والشهداء، والصالحين، وحسن أولئك رفيقا.
الفريق الثاني: الذين تعلموا العلم
النافع ولم يعملوا به، وهؤلاء هم المغضوب عليهم من اليهود، ومن نحا نحوهم.
الفريق الثالث: الذين يعملون بلا
علم، وهؤلاء هم أهل الضلال من النصارى، ومن نحا نحوهم.
ويشمل هذه الفرق
الثلاث قوله تعالى في سورة الفاتحة التي نقرؤها في كل ركعة من صلواتنا:.﴿ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَٰطَ
ٱلۡمُسۡتَقِيمَ ٦ صِرَٰطَ ٱلَّذِينَ أَنۡعَمۡتَ عَلَيۡهِمۡ غَيۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ
عَلَيۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّآلِّينَ﴾ [الفَاتِحَة: 6-7]
قال الإمام الشيخ
محمد بن عبد الوهاب رحمه الله: «وأما قوله تعالى:﴿غَيۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَيۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّآلِّينَ﴾ [الفاتحة: 7]؛
فالمغضوب عليهم: هم العلماء الذين لم يعملوا بعلمهم، والضالون: العاملون بلا علم.
فالأول: صفة اليهود؛ والثاني: صفة النصارى، وكثير من الناس إذا رأى في التفسير أن اليهود مغضوب عليهم، وأن النصارى ضالون، ظن الجاهل أن ذلك مخصوص بهم، وهو يقرأ أن ربه فارض عليه أن
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد