×
الملخص الفقهي الجزء الأول

 يدعو بهذا الدعاء، ويتعوذ من طريق أهل هذه الصفات!! فيا سبحان الله! كيف يعلِّمُه الله ويختار له ويَفْرِضُ عليه أن يدعو ربه دائمًا، مع أنه لا حذر عليه منه، ولا يتصور أن فعله هذا هو ظن السوء بالله؟!» ([1]). انتهى كلام الشيخ رحمه الله.

وهو يبين لنا الحكمة في فريضة قراءة هذه السورة العظيمة -سورة الفاتحة- في كل ركعة من صلاتنا، فرضها، ونفلها، لما تشتمل عليه من الأسرار العظيمة، التي من جملتها هذا الدعاء العظيم: أن يوفقنا الله لسلوك طريق أصحاب العلم النافع والعمل الصالح، الذي هو طريق النجاة في الدنيا والآخرة، وأن يجنبنا طريق الهالكين، الذين فرطوا بالعمل الصالح أو بالعلم النافع.

ثم اعلم أيها القارئ الكريم، أن العلم النافع إنما يستمد من الكتاب والسنة تفهمًا وتدبرًا، مع الاستعانة على ذلك بالمدرسين الناصحين وكتب التفسير، وشروح الحديث، وكتب الفقه، وكتب النحو واللغة العربية التي نزل بها القرآن الكريم، فإن هذه الكتب طريق لفهم الكتاب والسنة.

فواجب عليك يا أخي المسلم -ليكون عملك صحيحًا- أن تتعلم ما يستقيم به دينك، من صلاتك وصومك وحجك، وتتعلم أحكام زكاة مالك، وكذلك تتعلم من أحكام المعاملات ما تحتاج إليه؛ لتأخذ منها ما أباح الله لك؛ وتتجنب منها ما حرم الله عليك؛ ليكون كسبك حلالاً، وطعامك حلالاً؛ لتكون مجاب الدعوة، كل ذلك مما تمس حاجتك إلى تعلمه، وهو ميسور -بإذن الله- متى ما صحت عزيمتك، وصلحت نيتك.


الشرح

([1])« تاريخ نجد » لابن غنام (ص: 491).