فاحرص على قراءة
الكتب النافعة، واتصل بالعلماء؛ لتسألهم عما أشكل عليك، وتتلقى عنهم أحكام دينك،
وكذلك تعنى بحضور الندوات والمحاضرات الدينية التي تقام في المساجد وغيرها، وتستمع
إلى البرامج الدينية من الإذاعة، وتقرأ المجلات الدينية والنشرات التي تعنى بمسائل
الدين، فإذا حرصت وتتبعت هذه الروافد الخيرية؛ نمت معلوماتك، واستنارت بصيرتك.
ولا تنس يا أخي أن
العلم ينمو ويزكو مع العمل فإذا عملت بما علمت زادك الله علمًا، كما تقول الحكمة
المأثورة: من عمل بما علم أورثه الله علم ما لم يعلم، ويشهد لذلك قوله تعـالى:﴿وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَۖ وَيُعَلِّمُكُمُ
ٱللَّهُۗ وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٞ﴾ [البَقَرَة: 282].
والعلم أحق ما تُصرف
فيه الأوقات، ويتنافس في نيله ذوو العقول، فبه تحىا القلوب وتزكو الأعمال.
ولقد أثنى الله جل
ذكره وتقدست أسماؤه على العلماء العاملين، ورفع من شأنهم في كتابه المبين، قال
تعالى:﴿قُلۡ هَلۡ يَسۡتَوِي
ٱلَّذِينَ يَعۡلَمُونَ وَٱلَّذِينَ لَا يَعۡلَمُونَۗ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ
أُوْلُواْ ٱلۡأَلۡبَٰبِ﴾ [الزُّمَر: 9].
وقال تعالى:﴿يَرۡفَعِ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ مِنكُمۡ وَٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡعِلۡمَ دَرَجَٰتٖۚ وَٱللَّهُ بِمَا
تَعۡمَلُونَ خَبِيرٞ﴾[المجَادلة: 11]،
فبيَّـن سبحانه وتعالى ميزة الذين أوتوا العلم المقرون بالإيمان، ثم أخبر أنه خبير
بما نعمله، ومطلع عليه؛ ليدلنا على أنه لا بد من العلم والعمل معًا، وأن يكون كل
ذلك صادرًا عن الإيمان ومراقبة الله سبحانه.
ونحن عملاً بواجب
التعاون على البر والتقوى سنقدم لك -بحول الله- من خلال هذا الكتاب بعض المعلومات
من الرصيد الفقهي الذي
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد