باب في الدفع إلى
مزدلفة والمبيت فيها
والدفع من مزدلفة
إلى منى وأعمال يوم العيد
بعد غروب الشمس يدفع
الحجاج من عرفة إلى مزدلفة بسكينة ووقار، لقول جابر رضي الله عنه عن النبي صلى
الله عليه وسلم: «فَلَمْ يَزَلْ وَاقِفًا حَتَّى غَرَبَتِ الشَّمْسُ وَذَهَبَتِ
الصُّفْرَةُ قَلِيلاً حَتَّى غَابَ الْقُرْصُ وَأَرْدَفَ أُسَامَةَ خَلْفَهُ
وَدَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَقَدْ شَنَقَ لِلْقَصْوَاءِ -يعني:
ناقته- الزِّمَامَ حَتَّى إِنَّ رَأْسَهَا لَيُصِيبُ مَوْرِكَ رَحْلِهِ وَيَقُولُ
بِيَدِهِ الْيُمْنَى: «أَيُّهَا النَّاسُ! السَّكِينَةَ السَّكِينَةَ» ([1])، فهكذا ينبغي
للمسلمين السكينة والرفق عند الانصراف من عرفة، وأن لا يضايقوا إخوانهم الحجاج في
سيرهم، ويرهقوهم بمزاحمتهم، ويخيفوهم بسيارتهم، وأن يرحموا الضعفة وكبار السن
والمشاة.
ويكون الحاج حال
دفعه من عرفة إلى مزدلفة مستغفرًا، لقوله تعالى: ﴿ثُمَّ أَفِيضُواْ مِنۡ حَيۡثُ أَفَاضَ ٱلنَّاسُ وَٱسۡتَغۡفِرُواْ
ٱللَّهَۚ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمٞ﴾ [البقرة: 199].
وسميت مزدلفة بذلك
من الازدلاف، وهو القرب؛ لأن الحجاج إذا أفاضوا من عرفات، ازدلفوا إليها، أي:
تقربوا ومضوا إليها، وتسمى أيضًا جمعًا، لاجتماع الناس بها، وتسمى بالمشعر الحرام.
قال في «المغني»: «وللمزدلفة ثلاثة أسماء: مزدلفة، وجمع، والمشعر الحرام» ([2]).
الصفحة 1 / 560
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد