ويذكر الله في مسيره
إلى مزدلفة؛ لأنه في زمن السعي إلى مشاعره والتنقل بينها.
فإذا وصل إلى
مزدلفة، صلى بها المغرب والعشاء جمعًا مع قصر العشاء ركعتين بأذان واحد وإقامتين،
لكل صلاة إقامة، وذلك قبل حط رحله؛ لقول جابر رضي الله عنه يصف فعل النبي صلى الله
عليه وسلم: «حَتَّى أَتَى الْمُزْدَلِفَةَ، فَصَلَّى بِهَا الْمَغْرِبَ
وَالْعِشَاءَ بِأَذَانٍ وَاحِدٍ وَإِقَامَتَيْنِ» ([1]).
ثم يبيت بمزدلفة حتى
يصبح ويصلي، لقول جابر: «ثُمَّ اضْطَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
حَتَّى طَلَعَ الْفَجْرُ، وَصَلَّى الْفَجْرَ -حِينَ تَبَيَّنَ لَهُ الصُّبْحُ-
بِأَذَانٍ وَإِقَامَةٍ» ([2]).
ومزدلفة كلها يقال
لها: المشعر الحرام، وهي ما بين مأزمي عرفة إلى بطن محسر، وقال صلى الله عليه وسلم:
«وَالْمُزْدَلِفَةُ كُلُّهَا مَوْقِفٌ، وَارْتَفِعُوا عَنْ بَطْنِ مُحَسِّرٍ»
([3]).
والسنة أن يبيت
بمزدلفة إلى أن يطلع الفجر، فيصلي بها الفجر في أول الوقت، ثم يقف بها ويدعو إلى
أن يسفر، ثم يدفع إلى منى قبل طلوع الشمس.
فإن كان من الضعفة كالنساء والصبيان ونحوهم، فإنه يجوز له أن يتعجل في الدفع من مزدلفة إلى منى إذا غاب القمر، وكذلك يجوز لمن يلي أمر الضعفة من الأقوياء أن ينصرف معهم بعد منتصف الليل،
([1])سبق تخريجه.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد