أما الأقوياء الذين
ليس معهم ضعفة، فإنه ينبغي لهم أن لا يخرجوا من مزدلفة حتى يطلع الفجر، فيصلوا بها
الفجر، ويقفوا بها إلى أن يسفروا.
فالمبيت بمزدلفة
واجب من واجبات الحج، لا يجوز تركه لمن أتى إليها قبل منتصف الليل، أما من وصل
إليها بعد منتصف الليل، فإنه يجزئه البقاء فيها ولو قليلاً، وإن كان الأفضل له أن
يبقى فيها إلى طلوع الفجر، ويصلي فيها الفجر، ويدعو بعد ذلك.
قال في «المغني»:
«ومن لم يواف مزدلفة إلا في النصف الأخير من الليل، فلا شيء عليه؛ لأنه لم يدرك
جزءًا من النصف الأول، فلم يتعلق به حكمه» ([1]).
ويجوز لأهل الأعذار
ترك المبيت بمزدلفة، كالمريض الذي يحتاج إلى تمريضه في المستشفى، ومن يحتاج إليه
المريض لخدمته، وكالسقاة والرعاة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم رخص للرعاة في ترك
المبيت ([2]).
فالحاصل أن المبيت بمزدلفة واجب من واجبات الحج لمن وافاها قبل منتصف الليل؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم بات بها، وقال: «لِتَأْخُذُوا عَنِّي مَنَاسِكَكُمْ» ([3]) وإنما أبيح الدفع بعد منتصف الليل، لما ورد فيه من الرخصة.
([1])المغني (3/ 215).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد