ثم يدفع قبل طلوع
الشمس إلى منى، لقول عمر: «كانا المشركون لا يفيضون -يعني: بجمع- حتى تطلع الشمس،
ويقولون: أشرق ثبير كيما نغير -وثبير اسم جبل يطل على مزدلفة يخاطبونه، أي: لتطلع
عليك الشمس حتى ننصرف-، فخالفهم النبي صلى الله عليه وسلم، فأفاض قبل طلوع الشمس» ([1]).
ويدفع وعليه
السكينة، فإذا بلغ وادي محسر -وهو واد بين مزدلفة ومنى يفصل بينهما، وهو ليس
منهما-، فإذا بلغ هذا الوادي، أسرع قدر رمية حجر.
ويأخذ حصى الجمار من
طريقه قبل أن يصل منى، هذا هو الأفضل، أو يأخذه من مزدلفة، أو من منى، ومن حيث أخذ
الحصى جاز، لقول ابن عباس رضي الله عنهما: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم غداة
العقبة وهو على راحلته: «الْقُطْ لِي حَصًى» فلقطت له سبع حصيات، هي حصا
الخذف ([2])، فجعل ينفضهن في كفه،
ويقول: «أَمْثَالَ هَؤُلاَءِ فَارْمُوا» ثم قال: «يَا أَيُّهَا
النَّاسُ! إِيَّاكُمْ وَالْغُلُوَّ فِي الدِّينِ، فَإِنَّهُ أَهْلَكَ مَنْ كَانَ
قَبْلَكُمْ الْغُلُوُّ فِي الدِّينِ» ([3]) فتكون الحصاة من
حصى الجمار بحجم حبة الباقلاء، أكبر من الحمص قليلاً.
ولا يجزئ الرمي بغير الحصى، ولا بالحصى الكبار التي تسمى حجرًا؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم رمى بالحصى الصغار، وقال: «لِتَأْخُذُوا عَنِّي مَنَاسِكَكُمْ» ([4]).
([1])رواه البخاري: في كتاب: (الحج)، باب: « متى يدفع من جمع » (1600).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد