×
الملخص الفقهي الجزء الأول

 شياطين الجن والإنس من العداوة والتقاطع والأحقاد، فيحصل الائتلاف واجتماع القلوب على البر والتقوى، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: «وَلاَ تَخْتَلِفُوا فَتَخْتَلِفَ قُلُوبُكُمْ» ([1]).

ومن فوائد صلاة الجماعة: تعليم الجاهل، ومضاعفة الأجر والنشاط على العمل الصالح عندما يشاهد المسلم إخوانه المسلمين يزاولون الأعمال الصالحة، فيقتدي بهم.

وفي الحديث المتفق عليه عن النبي صلى الله عليه وسلم: «صَلاَةُ الْجَمَاعَةِ تَفْضُلُ صَلاَةَ الْفَذِّ بِسَبْعٍ وَعِشْرِينَ دَرَجَةً»، وفي رواية: « بِخَمْسٍ وَعِشْرِينَ» ([2]).

فصلاة الجماعة فرض على الرجل في الحضر والسفر، وفي حال الأمان وحال الخوف، وجوبًا عينيًا، والدليل على ذلك الكتاب والسنة وعمل المسلمين قرنًا بعد قرن، خلفًا عن سلف.

ومن أجل ذلك؛ عمرت المساجد، ورتب لها الأئمة والمؤذنون، وشرع النداء لها بأعلى صوت: «حي على الصلاة، حي على الفلاح».

وقال الله تعالى في حال الخوف:﴿وَإِذَا كُنتَ فِيهِمۡ فَأَقَمۡتَ لَهُمُ ٱلصَّلَوٰةَ فَلۡتَقُمۡ طَآئِفَةٞ مِّنۡهُم مَّعَكَ [النِّسَاء: 102]؛ فدلت هذه الآية الكريمة على تأكد وجوب صلاة الجماعة، حيث لم يرخص للمسلمين في تركها حال الخوف، فلو كانت غير واجبة، لكان أولى الأعذار بسقوطها عذر


الشرح

([1])رواه مسلم: كتاب: (الصلاة)، باب: « تسوية الصفوف وإقامتها وفضل الأول فالأول منها والازدحام على الصف الأول والمسابقة إليها وتقديم أولي الفضل وتقريبهم من الإمام » (432).

([2])رواه البخاري: كتاب: (الأذان)، باب: « فضل صلاة الجماعة » (645)، ومسلم: كتاب: (المساجد ومواضع الصلاة)، باب: « فضل صلاة الجماعة وبيان التشديد في التخلف عنها » (650)، والرواية الثانية عند البخاري (646).