قال: «فَأَجِبْ» ([1]) فأمره النبي صلى
الله عليه وسلم بالحضور إلى المسجد لصلاة الجماعة وإجابة النداء مع ما يلاقيه من
المشقة، فدل ذلك على وجوب صلاة الجماعة.
وقد كان وجوب صلاة
الجماعة مستقرًا عند المؤمنين من صدر هذه الأمة:
قال ابن مسعود رضي الله
عنه: «ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق، ولقد كان الرجل يؤتى به
يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف» ([2]).
فدل ذلك على استقرار
وجوبها عند صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يعلموا ذلك إلا من جهة النبي
صلى الله عليه وسلم، ومعلوم أن كل أمر لا يتخلف عنه إلا منافق يكون واجبًا على
الأعيان.
وروى الإمام أحمد
وغيره مرفوعًا: «الجفاءُ كُلُّ الجَفاءِ، والكُفْرُ والنِّفاقُ مَنْ سَمِعَ
مُنادي الله تعالى يُنادي بالصَّلاةِ فلا يُجِيبُهُ» ([3]).
وثبت حديث بذلك: «يَد الله عَلَى الْجَمَاعَة»، «فَإِنَّهُ من شَذَّ شَذَّ فِي النَّار» ([4]) وسئل ابن عباس عن رجل يقوم الليل ويصوم النهار ولا يحضر الجماعة، فقال: «هو في النار» ([5]).
الصفحة 4 / 560
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد