فقد روى البخاري
ومسلم ([1]) من حديث ابن مسعود
الأنصاري، قال: انكسفت الشمس يوم مات إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم، فقال
الناس: انكسفت الشمس لموت إبراهيم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ
الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لاَ يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ
أَحَدٍ وَلاَ لِحَيَاتِهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ ذَلِكَ فَافْزَعُوا إِلَى ذِكْرِ
اللَّهِ، وَإِلَى الصَّلاةِ».
وفي حديث آخر في
«الصحيحين»: «فَادْعُوا اللَّهَ وَصَلُّوا حَتَّى يَنْجَلِيَ» ([2]).
وفي صحيح البخاري عن
أبي موسى؛ قال: «هَذِهِ الآْيَاتُ الَّتِي يُرْسِلُ اللَّهُ لاَ تَكُونُ
لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلاَ لِحَيَاتِهِ، وَلَكِنْ ﴿يُخَوِّفُ ٱللَّهُ بِهِۦ عِبَادَهُۥۚ﴾ [الزُّمَر: 16]
فَإِذَا رَأَيْتُمْ شيئًا مِنْ ذَلِكَ فَافْزَعُوا إِلَى ذِكْرِهِ وَدُعَائِهِ
وَاسْتِغْفَارِهِ» ([3]).
فالله تعالى يجري على هاتين الآيتين العظيمتين الشمس والقمر الكسوف والخسوف ليعتبر العباد، ويعلموا أنهما مخلوقان يطرأ عليهما النقص والتغير كغيرهما من المخلوقات؛ ليدل عباده بذلك على قدرته التامة واستحقاقه وحده للعبادة؛ كما قال تعالى: ﴿وَمِنۡ ءَايَٰتِهِ ٱلَّيۡلُ
([1])انظر: البخاري في كتاب: (الكسوف)، باب: « الدعاء في الخسوف » (1011)، ومسلم: في كتاب: (الكسوف)، باب: « ما عرض على النبي في صلاة الكسوف من أمر » (914).والمذكور نحو لفظ: البيهقي (6092)، والشافعي (877).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد