إلى
الناس ظهره، واستقبل القبلة يدعو، ثم حول رداءه...» ([1]) والحكمة في ذلك
-والله أعلم- التفاؤل بتحويل الحال عما هي عليه من الشدة إلى الرخاء ونزول الغيث،
ويحول الناس أرديتهم لما روى الإمام أحمد: «وحول الناس معه أرديتهم»، ولأن ما ثبت
في حق النبي صلى الله عليه وسلم ثبت في حق أمته، ما لم يدل دليل على اختصاصه به،
ثم إن سقى الله المسلمين، وإلا؛ أعادوا الاستسقاء ثانيًا وثالثًا؛ لأن الحاجة
داعية إلى ذلك.
وإذا نزل المطر يُسن
أن يقف في أوله ليصيبه منه ويقول: «اللَّهُمَّ صَيِّبًا نَافِعًا» ([2])، ويقول: «مُطِرْنَا
بِفَضْلِ اللَّهِ وَرَحْمَتِهِ» ([3]).
وإذا زادت المياه
وخيف منها الضرر سن أن يقول: «اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا وَلاَ عَلَيْنَا،
اللَّهُمَّ عَلَى الآْكَامِ وَالظِّرَابِ وَبُطُونِ الأَْوْدِيَةِ وَمَنَابِتِ
الشَّجَرِ»؛ لأنه صلى الله عليه وسلم كان يقول ذلك، متفق عليه، والله أعلم ([4]).
*****
([1])رواه البخاري: في كتاب: (الاستسقاء)، باب: « الجهر بالقراءة في الاستسقاء » (978)، ومسلم: في كتاب: (الاستسقاء) (894).
الصفحة 4 / 560
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد