×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الخامس

 من أوله إلى آخره، وإنما ذكر النوع الأول من باب استكمال البحث والاستطراد، وإلاّ فالكتاب يدور على إنكار الشرك في الألوهية، وعبادة غير الله سبحانه وتعالى.

تعريف الشرك في الألوهية:

تعريفه: «بأن يُدعى غيره دعاء عبادة أو دعاء مسألة»؛ لأنَّ الدعاء على قسمين: دعاء عبادة، ودعاء مسألة.

أما دعاء العبادة: فهو تعظيم الله والثناء عليه، وتمجيده سبحانه وتعالى.

وأما دعاء المسألة: فهو دعاء الطلب من الله - سبحانه - بأن تسأل الله حاجتك، وهذان النوعان تضمنتهما سورة الفاتحة، التي هي أم القرآن، فإنَّ أولها في توحيد العبادة، قال - سبحانه -:﴿ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ ٢ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ ٣ مَٰلِكِ يَوۡمِ ٱلدِّينِ [الفاتحة: 2- 4] هذا كله ثناء على الله جل وعلا وتوحيـد العبادة، في قوله:﴿إِيَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِيَّاكَ نَسۡتَعِينُ إلى آخـر السورة؛ لأنه دعاء مسألة، وقوله:﴿إِيَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِيَّاكَ نَسۡتَعِينُ [الفاتحة: 5] يتضمن القسمين:

الأول: عبادة للهِ بالثناء عليه، وإقرار له باستحقاق العبادة: ﴿وَإِيَّاكَ نَسۡتَعِينُ هذا دعاء مسألة حقٌّ للعبد، ولهذا قال تعالى: «قَسَمْتُ الصَّلاَةَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ: فَإِذَا قَالَ الْعَبْدُ:﴿ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ [الفاتحة: 2] قَالَ اللهُ: «حَمِدَنِي عَبْدِي». وَإِذَا قَالَ: ﴿ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ [الفاتحة: 3] قَالَ اللَّهُ: «أَثْنَى عَلَيَّ عَبْدِي». وَإِذَا قَالَ: ﴿مَٰلِكِ يَوۡمِ ٱلدِّينِ [الفاتحة: 4] قَالَ اللَّهُ: «مَجَّدَنِي عَبْدِي». وَإِذَا قَالَ:


الشرح