من أوله إلى آخره، وإنما ذكر النوع الأول من باب
استكمال البحث والاستطراد، وإلاّ فالكتاب يدور على إنكار الشرك في الألوهية، وعبادة
غير الله سبحانه وتعالى.
تعريف الشرك في
الألوهية:
تعريفه: «بأن يُدعى غيره
دعاء عبادة أو دعاء مسألة»؛ لأنَّ الدعاء على قسمين: دعاء عبادة، ودعاء مسألة.
أما دعاء العبادة: فهو تعظيم الله
والثناء عليه، وتمجيده سبحانه وتعالى.
وأما دعاء المسألة: فهو دعاء الطلب من
الله - سبحانه - بأن تسأل الله حاجتك، وهذان النوعان تضمنتهما سورة الفاتحة، التي
هي أم القرآن، فإنَّ أولها في توحيد العبادة، قال - سبحانه -:﴿ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ
ٱلۡعَٰلَمِينَ ٢ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ ٣ مَٰلِكِ يَوۡمِ ٱلدِّينِ﴾ [الفاتحة: 2- 4]
هذا كله ثناء على الله جل وعلا وتوحيـد العبادة، في قوله:﴿إِيَّاكَ نَعۡبُدُ
وَإِيَّاكَ نَسۡتَعِينُ﴾ إلى آخـر السورة؛
لأنه دعاء مسألة، وقوله:﴿إِيَّاكَ
نَعۡبُدُ وَإِيَّاكَ نَسۡتَعِينُ﴾ [الفاتحة: 5] يتضمن القسمين:
الأول: عبادة للهِ بالثناء عليه، وإقرار له باستحقاق العبادة: ﴿وَإِيَّاكَ نَسۡتَعِينُ﴾ هذا دعاء مسألة حقٌّ للعبد، ولهذا قال تعالى: «قَسَمْتُ الصَّلاَةَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ: فَإِذَا قَالَ الْعَبْدُ:﴿ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ﴾ [الفاتحة: 2] قَالَ اللهُ: «حَمِدَنِي عَبْدِي». وَإِذَا قَالَ: ﴿ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ﴾ [الفاتحة: 3] قَالَ اللَّهُ: «أَثْنَى عَلَيَّ عَبْدِي». وَإِذَا قَالَ: ﴿مَٰلِكِ يَوۡمِ ٱلدِّينِ﴾ [الفاتحة: 4] قَالَ اللَّهُ: «مَجَّدَنِي عَبْدِي». وَإِذَا قَالَ: