﴿إِيَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِيَّاكَ نَسۡتَعِينُ﴾ [الفاتحة: 5] إلى
آخر السورة، قَالَ اللَّهُ: «هَذَا بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي، وَلِعَبْدِي مَا
سَأَلَ»» ([1]).
قوله: «فكما أن
إثبات المخلوقات أسبابًا لا تقدحُ في الربوبية...» الله خالق كل شيء وقد جعل
للمخلوقات أسبابًا، تُوجد بسببها، وليس إثبات الأسباب شركًا في الربوبيـة؛ لأن
مُسبب الأسباب هو الله سبحانه وتعالى فإذا شاء أوجدَ المسبب وإذا شاء لم يوجد.
قوله: «ولا يمنع أن
يكون الله هو الذي يستحق...» إذا كان الشيء سببًا في حصول المطلوب، فلا يمنع أن يكون
الله خالق كل شيء، وأنه يستحق العبادة، وهذا السبب لا يخلق، وإنما هو مخلوق.
قوله: «ولا يوجب أن
يدعى المخلوق دعاء عبادة...» يعني: أن السبب لا يُدعى، لا دعاء عبادة ولا دعاء
مسألة، وإنما يُدعى الله سبحانه وتعالى الذي خلق هذا المخلوق، وجعله سببًا في حصول
المطلوب.
قوله: «كذلك إثبات
بعض الأفعال المحرمة من شرك وغيره...» أي: أنَّ وجود بعضِ الأفعال
المحرمة لا يقتضي القدح في توحيد الألوهية، فإنَّ هذه توجد لقضاءٍ وقدرٍ، وهذا من
توحيد الربوبية فلا يكون في ملكه ما لا يريد.
قوله: «ولا يوجِبُ أن تستعمل الكلمات والأفعال...» إلخ، أي: إن كونها أسبابًا لا يوجب أن تُدعى من دون الله، وأن يُخاف منها وأن يُخشى منها، بل تُعَلَّقُ الخشية والقلوب بالله، قال - سبحانه -:
([1]) أخرجه: مسلم رقم (395).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد