وقد أخبر الصادق المصدوق أن نذر طاعة الله - فضلاً عن
معصيته - ليس سببًا لحصول الخير، وإنما الخير الذي يحصل للناذر يوافقه موافقة، كما
يوافق سائر الأسباب.
فما هذه الأدعية غير المشروعة في حصول المطلوب بأكثر
من هذه النذور في حصول المطلوب.
بل تجد كثيرًا من الناس يقول: إن المكان الفلاني، أو
المشهد الفلاني، أو القبر الفلاني يقبل النذر، بمعنى أنهم نذروا له نذرًا إن قضيت
حاجتهم، وقضيت. كما يقول القائلون: الدعاء عند المشهد الفلاني أو القبر الفُلاني
مُستجاب، بمعنى أنهم دعوا هناك مرة فرأوا أثر الإجابة.
بل إذا كان المبطلون يضيفون قضاء حوائجهم إلى خصوص نذر
المعصية، مع أنَّ جنس النـذر لا أثر له في ذلك، لم يبعد منهم إذا أضافـوا حصول
غرضهم إلى خصوص الـدعاء بمكـان لا خصوص له في الشرع؛ لأنَّ جنس الدعاء هنا مؤثر،
فالإضافة إليه ممكنة، بخلاف جنس النذر، فإنه لا يؤثر.
*****
قوله: «وقد أخـبر الصادق المصدوق أنَّ نذر
طاعة الله فضلاً عن معصيته ليس سببًا لحصول الخير...» يعني: فإذا كان النذر
لله عز وجل لا يحقِّق خيرًا، ولا يدفع شرًّا، فكيف بالنذر لغير الله؟ لا شك أنه لا
يحقق خيرًا، وإن حصل شيء من الخير فإنما هو ابتلاء واستدراج، وليس دليلاً على
مشروعية هذا النذر.
قوله: «بل تجد كثيرًا من الناس يقول: إن المكاني الفلاني...» إلخ، هذا من غرورهم، وإملاء الله لهم، وتغرير الشيطان بهم أنهم
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد