يقولون: المحل الفلاني يقبَل النذرَ، لماذا؟
لأنهم جرّبوا هذا -بزعمهم- وأنهم نذروا للقبر الفلاني فحصل لهم مطلوبهم، ولم
يعلموا أن النذر الصحيح الذي هو لله، لا يجلب خيرًا ولا يدفع شرًّا بذاته، كما قال
النبي عليه الصلاة والسلام: «إِنَّ النَّذْرَ لاَ يَأْتِي بِخَيْرٍ» ([1]) فكيف بالنذر لغير
الله؟!!! فإنه لا يحقق مطلوبًا، ولا يدفع مَرْهوبًا من باب أولى، لكن لو حصل شيء
من ذلك، فإنما حصل؛ لأنه موافق لقضاء وقدر، كما أنَّ السبب لا يحقق الأشياء بذاته،
وإنما قد يحقق الله به المطلوب، أما إن كان سببًا فاسدًا، فإنَّ الله لا يحقق به
المطلوب. اللهم إلاّ وجه الاستدراج.
قوله: «كما يقول
القائلون: الدعاء عند المشهد الفلاني أو القبر الفلاني مستجاب...» أي: أنَّ عبّاد
القبور لا يعتمدون على برهان، ولا على دليل، وإنما يعتمـدون على شبهات، قال فلان،
ورأى فلان في المنام، ويعتمدون على الحكايات والخرافات الباطلة، لذلك تجدهم
يقولون: المكان الفلاني يقبل النذرَ، والمكان الفلاني يقبل الدعاءَ، لماذا؟ لأن
فلانًا دعا فيه، أو فلانًا نذر له وحصل له مقصوده.
والحقيقة: أن حصول
مقصوده ليس دليلاً على صحة السبب الذي فعله العبد، وإنما هو بقضاء الله وقدره،
وابتلائه للعباد.
قوله: «بل إذا كان المبطلون يضيفون قضاء حوائجهم إلى خصوص نذر المعصية مع أنَّ جنس النذر لا أثر له في ذلك، لم يبعد منهم إذا
([1]) أخرجه: مسلم رقم (1639).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد