×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الخامس

 أضافوا غرضهم إلى خصوص الدعاء بمكان لا خصوص له في الشرع» أي: أنَّ الأدعية الشرعية لها أمكنة وأزمنة أفضل من غيرها، فمثلاً الدعاء في آخر الليل، وقت النزول الإلهي أرجى من الدعاء في غيره، والدعاء في ساعة يوم الجمعة، والدعاء في رمضان، وفي ليلة القدر، كل هذه الأزمنة الدعاء فيها أرجى من غيرها، وكذلك الدعاء في المسجد الحرام، وفي المسجد النبويِّ، والدعاء في المسجد الأقصى، فهي أمكنة جعلها الله فاضلة على غيرها، وكذلك الدعاء في المساجد عمومًا أرجى للقبول، ومع ذلك فالدعاء في هذه الأمكنة والأزمنة ليس سببًا في قضاء الحاجات بمفرده، وإنما بما ينضاف إليها من قبول الله له، وإثابته عليه.

وإذا كان كذلك فالنذر لا يؤثر مطلقًا، كما قال صلى الله عليه وسلم: «النَّذْر لاَ يَأْتِي بِخَيْرٍ» ([1]) فلا يمكن لأحدٍ أن يقول: النذر يأتي بخير، ويخالف قول الرسول صلى الله عليه وسلم، وأما الأسباب فمنها ما قد يحصل به المقصود، ومنها ما لا يحصلُ به المقصود، وهذا بخلافِ النذر، فإنه لا يحصل به المقصود أصلاً؛ لأنَّ الله لا يريدُ الحرج لعباده، والنبي صلى الله عليه وسلم لا يريد الحرج لأمته، فلمَّا كان النذر فيه إحراج، وفيه مضايقة للعبد، نهى عنه الرسول صلى الله عليه وسلم.


الشرح

([1] أخرجه: مسلم رقم (1639).