ومن رأى طفلاً يبكي بكاء شديدًا، فألقمته أمه الثدي
فسكن، علم يقينًا أنَّ سكونه كان لأجل اللبن.
والاحتمالات - وإن تطرقت إلى النوع - فإنها قد لا
تتطرق إلى الشخص المعين، وكذلك الأدعية، فإنَّ المؤمن يدعو بدعاء فيرى المدعو
بعينه، مع عدم الأسباب المقتضية له، أو يفعل فِعلاً كذلك فيجده كذلك، كالعلاء بن
الحضرمي رضي الله عنه لما قال: يا عليم يا حليم، يا عليّ يا عظيم، اسقنا، فمُطروا
في يوم شديد الحر مطرًا لم يجاوز عسكرهم.
وقال: احملنا، فمشوا على النهر الكبير مشيًا لم يبل
أسافل أقدام دوابهم.
وأيوب السختياني لما ركض الجبل لصاحبه ركضة، فنبعت له
عين ماء فشرب ثم غارت.
فدعاء الله وحده لا شريك له دل الوحي المنزل والعقول
الصحيحة على فائدته ومنفعته، ثم التجارب التي لا يُحصِي عددَها إلاّ الله.
*****
الأسباب لا بد منها لكن منها ما هو ظاهر
ومنها ما هو خفي:
قوله: «فمن رأى طفلاً يبكي بكاءً شديدًا فألقمته أمه الثدي» هذا من الأسباب الظاهرة، فإنَّ المرء إذا رأى الطفل يبكي من الجوع، فألقمته أمه ثديها سكت، وهذا دليل على أن السبب هو إرضاعه لبنها، وهو سبب ظاهر.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد