والعلاء بن الحضرمي
رضي الله عنه كان قائدًا لجيش المسلمين، فلما شحَّ الماء عندهم وهم في الصحراء،
وليس عندهم ماء والجو حار، دعا العلاء بن الحضرمي ربه سبحانه وتعالى بهذه الأسماء
العظيمة، فجاءت سحابة لم تخرج من العسكر، وهذه كرامة من الله أجراها، سببها دعاء
العلاء بن الحضرمي رضي الله عنه، فهذا لحاجة بالمسلمين، وأما ما يكون لـحُجَّة في
الدين، فكما حصل لموسى عليه السلام لما ألقى العصا فانقلبت حية، وأكلت كل ما جاء
به السحرة، فهذا لحجة في الدين، أي لبيان أن موسى عليه السلام رسول من عند الله،
وكذلك القرآن الكريم، فهو معجزة لنبينا عليه الصلاة والسلام، وهو خارقٌ للعادة؛
لأنَّ النبي رجل أميّ لا يقرأ ولا يكتب، ومع هذا جاء بهذا القرآن الذي أعجز الجن
والإنس.
ولما مشى العلاء ومن
معه على النهر الذي يحول بينهم وبين مسيرهم، أمرهم أن يخوضوا النهر، وذلك اعتمادًا
على الله سبحانه وتعالى فخاضوا النهر، ولم يتبلل شيء مـن حوافر دوابهم، فهذه
كـرامـة للعلاء بن الحضرمي رضي الله عنه، بسبب دعائه وإلاّ فالعادة أنَّ الذي يدخل
في البحر أو في النهر يغرق.
قوله: «وأيوب
السختياني لما ركض الجبل لصاحبه ركضة...» هذا مثال ما يحصل لبعض
أولياء الله؛ حيث يُيَسِّر الله لهم ماءً يشربون منه، ثم يتغوّر هذا؛ لأنه لحاجة
بالمسلم. وذلك بسبب الركضة.
قوله: «فدعاء الله وحده لا شريك له دل الوحي المنزل والعقول...» على أنه سبب لأنَّ الله سبحانه وتعالى أمرنا بدعائه وحده لا شريك له، فقال - سبحانه -: ﴿فَٱدۡعُواْ ٱللَّهَ مُخۡلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ وَلَوۡ كَرِهَ