ٱلۡكَٰفِرُونَ﴾ [غافر: 14]، وقال
سبحانه وتعالى: ﴿وَقَالَ
رَبُّكُمُ ٱدۡعُونِيٓ أَسۡتَجِبۡ لَكُمۡۚ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَسۡتَكۡبِرُونَ عَنۡ
عِبَادَتِي سَيَدۡخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾ [غافر: 60]، وقال
تعالى: ﴿وَإِذَا
سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌۖ أُجِيبُ دَعۡوَةَ ٱلدَّاعِ إِذَا
دَعَانِۖ فَلۡيَسۡتَجِيبُواْ لِي وَلۡيُؤۡمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمۡ يَرۡشُدُونَ﴾ [البقرة: 186]، وفي
الحديث الصحيح، حديث النزول الإلهي، يقول الله - سبحانه -: «هَلْ مِنْ سَائِلٍ
يُعْطَى؟ هَلْ مِنْ دَاعٍ يُسْتَجَابُ لَهُ؟» ([1]) والآيات والأحاديث
في هذا كثيرة.
وكما أمرنا الله
بدعائه نهانا عن دعاء غيره؛ لأنه شرك أكبر، قال تعالى: ﴿وَأَنَّ ٱلۡمَسَٰجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدۡعُواْ مَعَ ٱللَّهِ أَحَدٗا﴾ [الجن: 18]، وقال
سبحانه وتعالى: ﴿وَمَن
يَدۡعُ مَعَ ٱللَّهِ إِلَٰهًا ءَاخَرَ لَا بُرۡهَٰنَ لَهُۥ بِهِۦ فَإِنَّمَا
حِسَابُهُۥ عِندَ رَبِّهِۦٓۚ إِنَّهُۥ لَا يُفۡلِحُ ٱلۡكَٰفِرُونَ﴾ [المؤمنون: 117]،
والله سبحانه وتعالى تحدَّى المشركين إذا دَعَوْا أصنامهم وآلهتهم أنها لا تستجيب
لهم، قال - سبحانه -: ﴿فَلۡيَسۡتَجِيبُواْ
لَكُمۡ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ﴾ [الأعراف: 194] وأول الآية: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ تَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ عِبَادٌ أَمۡثَالُكُمۡۖ
فَٱدۡعُوهُمۡ فَلۡيَسۡتَجِيبُواْ لَكُمۡ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ﴾ وقال -سبحانه-: ﴿إِن تَدۡعُوهُمۡ لَا
يَسۡمَعُواْ دُعَآءَكُمۡ وَلَوۡ سَمِعُواْ مَا ٱسۡتَجَابُواْ لَكُمۡۖ وَيَوۡمَ
ٱلۡقِيَٰمَةِ يَكۡفُرُونَ بِشِرۡكِكُمۡۚ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثۡلُ خَبِيرٖ﴾ [فاطر: 14].
فالحاصل: أن دعاء غير الله شرك أكبر مُخرِج من الملة، وليس سببًا في حصول المقصود؛ لأنه عبادة لغير الله سبحانه وتعالى فيما هو أخص أنواع
([1]) أخرجه: مسلم رقم (758).