فنجد أكثر المؤمنين قد دعوا الله وسألوه أشياء أسبابها
منتفية في حقهم، فأحدث لهم تلك المطالب على الوجه الذي طلبوه، على وجه يوجب العلم
تارة، والظنّ الغالب تارة أخرى، أن الدعاء كان هو السبب لهذا.
وتجد هذا ثابتًا عند ذوي العقول والبصائر الذين يعرفون
جنس الأدلة وشروطها واطرادها.
*****
قوله: «فنجد أكثر المؤمنين قد دعوا الله وسألوه...» لا شك أنَّ التجارب الكثيرة والمضطردة تثبت أنَّ الله يستجيب لمن دعاه، ولو تأخَّرت الإجابة، فإنه قد بيّن النبي صلى الله عليه وسلم ما في ذلك من الحكمة، فإما أن الله يريد أن يدفع عنهم من المكروه مثلها، أو يعطيهم خيرًا منها مُستقبلاً، أو أنَّ الله - سبحانه - يحب من عباده أن يُلِحُّوا بالدعاء؛ فيؤخر الإجابة من أجل ذلك؛ لأنَّ الله سبحانه وتعالى يُحبّ عباده الـمُلِحّين في الدعاء؛ لأنَّ هذا يدلُّ على اليقين وكمال العبودية، وأنَّ هذا المؤمن لم ييأس من الإجابة فيُلِحّ على ربه بالدعاء، فيظهر بذلك إخلاصه وثقته بالله سبحانه وتعالى وقد يكون هناك مانع من الإجابة، من قبل العبد، كأكل الحرام والتعدِّي في الدعاء والغفلة عن الإجابة حال الدعاء والدعاء بالإثم وقطيعة الرحم.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد