وأما اعتقاد تأثير الأدعية المحرمة، فعامّته إنما نجد
اعتقاده عند أهل الجهل الذين لا يُميِّزون بين الدليل وغيره، ولا يفهمون ما يُشترط
للدليل من الاطراد.
وإنما يقع في أهل الظلمات من الكفار والمنافقين، أو
ذوي الكبائر الـذين أظلمت قلوبهم بالمعاصي، حتى لا يُميزوا بين الحق والباطل.
*****
قوله: «وأما اعتقاد تأثير الأدعية
المحرمة...» هذا كما سبق بيانه، وهو أن الداعي لغير الله إذا حصل له شيء من
مقصوده لم يدل هذا على جواز دعاء غير الله جل وعلا ولا يدلُّ على أن معبوده
ومدعوَّه هو الذي حقّق له هذا، بل إنَّ الله هو الذي حقَّق له هذا، إما نظرًا لاضطراره،
وإما لأنَّ الله يُريد أن يستدرجه، وإما أنَّ الشيطان تصوّر له في صورة المدعو،
فأحضر له ما لا يقدر هو على إحضاره، فيظنُّ أنَّ هذا من آثار دعاء غير الله.
قوله: «وإنما يقع في أهل الظلمات من الكفار...» يعني: أنَّ الذي يعتقد أنَّ دعاء غير الله يفيد وأنَّ دعاء الله لا يفيد، إنما هم الذين أظلمت قلوبهم بالكفر والشرك والريب والنفاق، فالله جل وعلا يستدرجهم من حيث لا يعلمون؛ لأجل أن يزيدوا في ضلالهم وغيِّهم؛ ولأجل أن ينفتنوا بما هم عليه.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد