وبالجملة فالعلم بأنَّ هذا كان هو السّبب، أو بعض
السّبب، أو شرط السَّبب في هذا الأمر حادث، فقد يُعلم كثيرًا، وقد يُظنّ كثيرًا،
وقد يُتوهَّم كثيرًا وهمًا ليس له مستند صحيح إلاّ ضعف العقل.
*****
يعني: إذا تحقق مراد الداعي لغير الله، أو بعض مراده، فليس هذا دليلاً على صحّة توجهه وصحة ما هو عليه، بل إنَّ هذا من عند الله؛ لأنَّ الأمور بيد الله، فقد يعطيه الله ما أراد؛ استدراجًا له، أو لأنه كان في حالة ضرورة، فالله جل وعلا ينقذه رحمة به، فعُبّاد القبور والأصنام لا يجزمون أنَّ هذه الأشياء حدثت بفعل أصنامهم ومعبوداتهم، وهم يعلمون أنها لا تخلق ولا ترزق ولا تدبِّر، وإنما يقولون: هي توسَّطت لنا عند الله، فحصول هذا الشيء كان بتوسطها لنا عند الله عز وجل هكذا يفسرون ما يحصل لهم، ولا يقولون: هذا من عند الله، وأن الله هو الذي أعطانا سؤلنا من غير واسطة أحد، مع أنهم يعلمون أن هذه الآلهة لا ترزق، ولا تخلق، ولا تحيي، ولا تميت، لكن يقولون: هذا الذي حدث بواسطة آلهتنا وشفاعتها لنا، كما قال تعالى يصف حالهم: ﴿وَيَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمۡ وَلَا يَنفَعُهُمۡ وَيَقُولُونَ هَٰٓؤُلَآءِ شُفَعَٰٓؤُنَا عِندَ ٱللَّهِۚ﴾ [يونس: 18] وقوله: ﴿مَا نَعۡبُدُهُمۡ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَآ إِلَى ٱللَّهِ زُلۡفَىٰٓ﴾ [الزمر: 3].
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد