×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الخامس

 آخرها إلاّ هذا، يعني العمل بالكتاب والسنة، واتباع السلف الصالح، وأما البدع والمحدثات فإنها تفسد الأمة، وتغيّر الدين، وتغرِّر بالمسلمين، ولهذا حذّر صلى الله عليه وسلم من البدع، وقال: «وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُْمُورِ، فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ» ([1])، وقال عليه الصلاة والسلام: «مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا - أَو عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا ([2]) - فَهُوَ رَدٌّ» ([3]).

قوله: «ولكن كلما ضعف تمسك الأمم بعهود أنبيائهم نقص إيمانهم...»، لا شك أنه مع تطاول الزمان، وبعد زمن النبي صلى الله عليه وسلم والسلف الصالح تكثر الفتن والبدع والمحدثات، ويكثر الجهل، ويقلّ العلم، فعند ذلك تظهر الفتن وتنتشر البدع الكثيرة، فيجب على المتأخرين أن يسلكوا مسلك السابقين، كما قال مالك: لا يصلح آخر هذه الأمة إلاّ ما أصلح أولها، وهذا إنما يكون بالإقبال على تعلّم العلم النافع من الكتاب والسنة، ومعرفة ما عليه سلف هذه الأمة، لا يُنقذ آخر هذه الأمة إلاّ ما أنقذ أولها، فعلى المتأخرين أن يعلموا هذه القاعدة العظيمة، وهي أنَّ المنهج السليم هو ما كان عليه الأوائل من صحابة رسول الله من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان، وهذا لا يحصل عفوًا، إنما يحصل بالتّعلم ومعرفة ما كانوا عليه،


الشرح

([1] أخرجه: أبو داود رقم (4607)، وابن ماجه رقم (42)، وأحمد رقم (17144).

([2] أخرجه: مسلم رقم (1718).

([3] أخرجه: البخاري رقم (2697)، ومسلم رقم (1718).