والفقه في دِين الله عز وجل ومنع الأحداث
الجُهَّال من أن يتكلموا في أمور الشريعة على حسب ما تمليه عليهم عقولهم، فإنَّ
الضلال إنما ينشأ من هؤلاء في الغالب، من الجهال ومن حدثاء الأسنان ممن لم يعقِلوا
عن ربهم وعن نبيهم.
قوله: «ولهذا كره
السلف استلام القبر...» كره السلف استلام القبر، يعني: التمسُّح بجوانب القبر
الشريف، وتقبيله، ومسحه، ولذلك أقاموا عليه الحواجز، بحيث إنَّ المرء لا يراه،
فالحواجز تبعد الناس عنه، فيسلِّمون عليه من بعيد من وراء الحواجز ثم ينصرفون،
وهذا صيانة للقبر، وإجابة من الله لدعاء نبيه، صلى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ
لاَ تَجْعَلْ قَبْرِي وَثَنًا يُعْبَدُ» ([1]). ولهذا قال العلامة
ابن القيم:
فأجاب رب العالمين دعاءه *** وأحاطه بثلاثة الجدرانِ
فغدت أرجاؤه بدعائه *** في
عِزة وحماية وصيانِ
قوله: «وكانت حجرة عائشة التي دفنوه فيها منفصلة عن مسجده...» كانت الزيادات في المسجد النبوي على عهد الخلفاء الراشدين من الجهة الجنوبية، أو من الجهة الغربية، وأما الجهة الشرقية فما كانوا يوسعون المسجد من جهتها، فكان قبر النبي صلى الله عليه وسلم في حجرته في بيت عائشة، منفصلاً عن المسجد، وكذلك بقية حجرات أزواج النبي صلى الله عليه وسلم عن شرقي المسجد وعن جنوبيّه، فلما جاء عثمان رضي الله عنه زاد في المسجد من الجهة الجنوبية من قبلة المسجد، ولم يأت من جهة
([1]) أخرجه: مالك رقم (85).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد