×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الخامس

قال أبو بكر الأثرم: قلت لأبي عبد الله - يعني: أحمد بن حنبل رحمه الله -: قبر النبي صلى الله عليه وسلم يُمسّ ويُتمسَّح به؟ فقال: ما أعرف هذا.

قلت له: فالمنبر؟ فقال: أما المنبر فنعم، قد جاء فيه، قال أبو عبد الله: شيء يروونه عن ابن أبي فديك، عن ابن أبي ذئب، عن ابن عمر: أنه مسح على المنبر، وقال: ويروونه عن سعيد بن المسيب في الرّمانة.

قلت: ويروون عن يحيى بن سعيد أنه حين أراد الخروج إلى العراق جاء إلى المنبر فمسحه ودعا. فرأيته استحسنه. ثم قال: لعله عند الضرورة والشيء. قيل لأبي عبد الله: إنهم يلصقون بطونهم بجـدار القبر. وقلت له: رأيت أهل العلم من أهل المدينة لا يمسونه، ويقومون ناحيته فيسلّمون، فقال أبو عبد الله: نعم. وهكذا كان ابن عمر يفعل. ثم قال أبو عبد الله: بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم.

*****

 أبو بكر الأثرم من تلاميـذ الإمام أحمد يسأل شيخه الإمام أحمد عن القبر: هل يُتمسَّح بجـدران حجرته التي تحيط به قال: ما أعرف هذا، يعني: أنه لا يعرف عن السَّلف أنهم يتمسّحون بها، وما دام لم يَرِد التمسح به عن السلف فإنه لا يجوز، فتركهم التمسح دليل على أنه ليس من الدين، ولأنه وسيلة من وسائل الشرك.

قوله: «قلت له: فالمنبر؟ فقال أما المنبر فنعم...» هذا حين كان منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم موجودًا بحاله، أما الآن، فقد غُيِّر أكثر من مرَّة،


الشرح