×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الخامس

 وليجعل الحجرة عن يساره ويستقبل القبلة ويدعو في المسجد مستقبل القبلة.

وكما أنكر هذا الأئمة من المتقدمين ومن المتأخرين، والحمد لله، فدلَّ هذا على أنه غير مشروع.

وهذا شيخ الإسلام ابن تيميّة مؤلف هذا الكتاب، وهو إمام جليل ومطّلع، وراوٍ للأحاديث، وحافظ من الحفاظ، يقول: لم يبلغني شيءٌ عن الرسول صلى الله عليه وسلم ولا عن صحابي ولا عن تابعي ولا عن إمام متَّـبَع أنهم رأوا مشروعية الدعاء عند القبور، فهذا حكاية للإجماع على أنه لا يُدعى عند القبور من الزائرين، لا عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم، ولا عند قبر غيره.

والذين صنّفوا في الأدعية من الأئمة، كالإمام النووي وغيره الذين صنّفوا في الأدعية، ومنهم الإمام شيخ الإسلام ابن تيميّة، في كتابه «الكلم الطيب» في الأدعية، وكذلك الإمام ابن القيّم في كتابه «الوابل الصَّيِّب» وغيرهم من العلماء الذين صنّفوا في الأدعية، لم يذكروا شيئًا من هذه الأمور.

وقوله: «فكيف يجوز - والحال هذه - أن يكون الدعاء عندها أجوب وأفضل، والسلف تنكره، ولا تعرفه، وتنهى عنه، ولا تأمر به؟!».

فالأئمة ومَن قبلهم من الصحابة من المهاجرين والأنصار، والسلف، والعلماء في مختلف العصور، الذين صنَّفوا في باب الدُّعاء أو في


الشرح