وذكر محمد بن الحسن، عن عبد العزيز بن محمد ومحمد بن
إسماعيل وغيرهما، عن محمد بن هلال، وعن غير واحد من أهل العلم: أنَّ بيت رسول الله
صلى الله عليه وسلم الذي فيه قبره، وهو بيت عائشة الذي كانت تسكن، وأنه مربع، مبني
بحجارة سود وقصة، وأنَّ الذي يلي القبلة منه أطوله، والشرقي والغربي سواء، والشامي
أنقصها، وباب البيت مما يلي الشام، وهو مسدود بحجارة سود وقصة.
ثم بنى عمر بن عبد العزيز على ذلك البيت هذا البناء
الظاهر، وعمر بن عبد العزيز زوَّاه، لئلا يتخذه الناس قبلة، تخص فيه الصلاة من بين
مسجد النبي صلى الله عليه وسلم. وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال، كما
حدَّثني عبد العزيز بن محمد، عن شريك بن عبد الله بن أبي نمر، عن أبي سلمة ابن عبد
الرحمن: «قَاتَلَ اللهُ الْيَهُودَ، اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ
مَسَاجِدَ» ([1]).
وحـدثني مالك بن أنس، عن زيـد بن أسلم، عن عطاء بن
يسار، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «اللَّهُمَّ لاَ تَجْعَلْ قَبْرِي
وَثَنًا يُعْبَدُ، اشْتَدَّ غَضَبُ اللهِ عَلَى قَوْمٍ اتَّخَذُوا قُبُورَ
أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ» ([2]).
*****
واضح من كلام الشيخ في وصف حجرة عائشة رضي الله عنها التي دُفن فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها كانت في الأول مربعة الشكل تقريبًا، وأنَّ الجدار الجنوبي الذي يلي القبلة منها أطول الجدران، والجدار الشمالي
([1]) أخرجه: البخاري رقم (437)، ومسلم رقم (530).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد