المسلمين أن
يتنبّهوا لهذا، وأن يخلِّصوا قبور علمائهم وأئمتهم، مما عَلَقَ بها من هذه البدع
والشرور. والواجب على العلماء أن ينكروا هذا علانية ولا يكتموا ما أنزل الله من
البينات والهدى بعد ما بين الله للناس فتحق عليهم لعنة الله.
ولقد قال النبي: «اللَّهُمَّ
لاَ تَجْعَلْ قَبْرِي وَثَنًا» ([1]). وقال: «لاَ
تَتَّخِذُوا قَبْرِي عِيدًا» ([2]) وقال: «اشْتَدَّ
غَضَبُ اللهِ عَلَى قَوْمٍ اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ» ([3]). وقال: «لَعْنَةُ
اللهِ عَلَى الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى، اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ
مَسَاجِدَ» ([4])، وقال: «أُولَئِكَ
إِذَا مَات فِيهِمُ الرَّجُلُ الصَّالِحُ، بَنَوْا عَلَى قَبْرِهِ مَسْجِدًا،
وَصَوَّرُوا فِيهِ تِلْكَ الصُّوَرَ، أُولَئِكَ شِرَارُ الْخَلْقِ عِنْدَ اللهِ»
([5]) إلى غير ذلك من
الأحاديث، ولكن الناس يتبعون العادات والتقاليد الباطلة، ويُعرضون عن الأحاديث
الصحيحة؛ لأنَّ الشيطان يزيّن لهم البدع، ويكرّه إليهم السنن. ويتبعه علماء الضلال
ودعاة الفتنة.
قوله: «ولا قصد ذلك عند القبور» هذا ولقد تقرر أنَّ الأصل في العبادات التوقيف، وأنه لا يُفعل منها شيء إلاّ بدليل، هذا من حيث الأصل، وإلاّ فقد جاء النهي عن تعظيم القبور، وجعلها أعيادًا وأوثانًا،
([1]) أخرجه: مالك رقم (85).