ولا مجال لإنكار وروده، ومعنى أنه يعذب بما نِيح
عليه مع أنه لـم يعمل هذا الشيء، قالوا: يعذَّب، يعني: يتألم وليس معنى يعذب عذاب
القبر، أو عذاب الآخرة، وإنما يتألم ويكره هذا الشيء، ويضايقه.
وقيل: يعذب بما نيح
عليه إذا كان هو أوصى بهذا قبل موته؛ لأنهم كانوا في الجاهلية يوصون أن يُناح
عليهم، فإذا أوصى بأن يُناح عليه، فإنه يعذب بذلك؛ لأنه رضي به، وأوصى به، كما قال
شاعر الجاهلية:
إذا أنا مِتّ فابكيني بما أنا أهلُهُ ***
وشُقّي عليَّ الجيب يا أمَّ معبدِ
فهو أوصى بأن يُناح عليه ويُشق عليه الجيب، فهذا
هو الذي يُعذب بما نيح عليه؛ لأنه تسبب بذلك وأوصى به.
إهداء ثواب العبادات
المالية يعني الصدقات، ينعم به الميت يُسرّ بذلك لورود الأدلة بهذا، ويصله ثوابها،
وينتفع بذلك، فإنَّ رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم: إِنَّ أُمِّيَ
افْتُلِتَتْ نَفْسَهَا، وَأَظُنُّهَا لَوْ تَكَلَّمَتْ تَصَدَّقَتْ، فَهَلْ لَهَا
أَجْرٌ، إِنْ تَصَدَّقْتُ عَنْهَا؟ قَالَ: «نَعَمْ، تَصَدَّقْ» ([1]).
كذلك الدعاء كما قال الله سبحانه وتعالى: ﴿رَبَّنَا ٱغۡفِرۡ لَنَا وَلِإِخۡوَٰنِنَا ٱلَّذِينَ سَبَقُونَا بِٱلۡإِيمَٰنِ﴾ [الحشر: 10]، ﴿وَٱسۡتَغۡفِرۡ لِذَنۢبِكَ وَلِلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتِۗ﴾ [محمد: 19]، فالدعاء ينفع الأموات، قال صلى الله عليه وسلم: «أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ» ([2]).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد