وهذه الرواية لعلَّها أقوى من غيرها، لما فيها من
التوفيق بين الدلائل، والذين كرهوا القراءة عند القبر كرهها بعضهم، وإن لم يقصد
القراءة هناك، كما تُكره الصلاة، فإنَّ أحمد نهى عن القراءة في صلاة الجنازة هناك.
ومعلوم أنَّ القراءة في الصلاة ليس المقصود بها
القراءة عند القبر، ومع هذا فالفرق بين ما يُفعل ضمنًا وتبعًا، وما يفعل لأجـل
القبر بيِّنٌ كما تقدم.
*****
يعني: القراءة عند الدفن والقراءة في الصلاة لا
يقاس عليها القراءة عند القبر، القراءة في الصلاة دعاء للميت، والدعاء للميت مشروع
في الصلاة وفي غيرها، لكن القراءة عند القبر لم يرِد عليها دليل.
وقوله: «فإنَّ أحمد نهى عن القراءة في صلاة الجنازة» لعلَّه يقصد ما زاد عن قراءة الفاتحة.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد