والوقوف التي وقفها الناس على القراءة عند قبورهم فيها
من الفائدة: أنها تُعِين على حفظ القرآن، وأنها رزق لحفاظ القرآن، وباعثة لهم على
حفظه ودرسه وملازمته، وإن قُدِّر أنَّ القارئ لا يثاب على قراءته، فهو مما يحفظ به
الدين، كما يحفظ بقراءة الفاجر وجهاد الفاجر، وقد قال صلى الله عليه وسلم:
«وَأَنَّ اللهَ يُؤَيِّدُ هَذَا الدِّينَ بِالرَّجُلِ الْفَاجِرِ» ([1]).
*****
يعني: أنَّ الأوقاف التي وُقفت غلّتها لمن
يقرؤون على القبور، ويرون أنَّ الثواب يصل إليه، يُقال في ذلك: إنه عمل غير مشروع،
ولكن الشيخ رحمه الله يقول: قد استفيد منه فائدة غير مقصودة، وهي أنهم حرصوا على
حفظ القرآن، فحصل به مصلحـة غير مقصودة، أما أصل العمل فهو غير مشروع.
قوله: «وإن قُدِّر
أنَّ القارئ لا يثاب على قراءته»؛ لأنه لم يقصد الأَجْرَ، وإنما قصد الأُجْرَةَ،
لكنّ هذا الفعل يحفظ به القرآن، وهذه بحد ذاته مصلحة، كما أنَّ الله يؤيد هذا
الدين بالرجل الفاجر.
والحاصل: أنَّ هذا الوقف غير مشروع، ولكن فيه فائدة؛ حيث صار سببًا لحفظ الناس للقرآن الكريم. فحصل به مصلحة.
([1]) أخرجه: مسلم رقم (111).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد