لا مصلًّى ولا مسجد ولا غيره، إلاّ مسجد الرسول
صلى الله عليه وسلم، ومسجد قباء، وأمّا بقيّة مساجد المدينة، فإنما يأتي إليها
جيرانها للصلاة فيها، ومن مرّ بها وقت الصلاة فإنه يصلِّي فيها من غير قصد أو
تخصيص، فإن قال قائل: نحن نريد أن نزور هذه الأماكن لكي نتذكر، أو من باب السياحة،
فنقول: هذا يفتح الباب للمبتدعة، ونحن لا نفعل شيئًا لم يفعله الرسول صلى الله
عليه وسلم ولا أصحابه رضوان الله عليهم ولا أمر به.
سفيان الثوري رحمه
الله من الأئمة الكبار، لـمّا ذهب إلى فلسطين فإنه لم يذهب إلاّ إلى المسجد
الأقصى، فإنه ثالث المساجد التي تُقصَد للعبادة، أي: عبادة الله فيها، فصلَّى فيه
لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «وَصَلاَةٌ فِي الْمَسْجِدِ الأَْقْصَى
بِخَمْسَمِائَةِ صَلاَة» ([1]) ولم يذهب إلى
الآثار التي في فلسطين ويتتبعها. وهكذا المسلم يتمسك بالسنة ويتجنب البدعة.
أي: أنهم كرهوا ذلك
مطلقًا، ولم يفرّقوا بين الكثير والقليل من زيارتها والذهاب إليها.
وقوله: «ولأنَّ ذلك
يشبه الصلاة عند المقابر؛ إذ هو ذريعة إلى اتخاذها أعيادًا وإلى التشبه بأهل
الكتاب» يعني التردد إليها واعتيادها ممنوع لأمرين:
الأول: أنَّ هذا فيه تشبه بأهل الكتاب، وقد نُهينا عن التشبه بهم، فإن أهل الكتاب كانوا يعظِّمون آثار أنبيائهم ويبنون عليها مساجد.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (840)، ومسلم رقم (33).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد