قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَلِمَ تُعْطِيهِمْ؟
قَالَ: «يَأْبَوْنَ إِلاَّ أَنْ يَسْأَلُونِي، وَيَأْبَى اللَّهُ لِي الْبُخْلَ» ([1]).
وقد يعمل الرجل العمل الذي يعتقده صالحًا، ولا يكون
عالمًا أنه منهي عنه، فيثاب على حسن قصده، ويُعفَى عنـه لعدم علمه، وهذا باب واسع.
وعامة العبادات المُبتدعة المنهي عنها قد يفعلها بعض
الناس، ويحصل له بها نوع من الفائدة، وذلك لا يدل على أنها مشروعة، بل لو لم تكن
مفسدتها أغلب من مصلحتها لما نُهي عنها، ثم الفاعل قد يكون متأولاً، أو مخطئًا
مجتهدًا، أو مقلدًا، فيغفر له خطؤه ويُثاب على ما فعله من الخير المشروع المقرون
بغير المشروع كالمجتهد المخطئ، وقد بسط هذا في غير هذا الموضع.
والمقصود هنا: أنه قد عُلم أنَّ مالكًا من أعلم الناس
بمثل هذه الأمور، فإنه مقيم بالمدينة، يرى ما يفعله التابعون وتابعوهم، ويسمع ما
ينقلونه عن الصحـابة وأكـابرالتابعين، وهو ينهى عن الوقوف عند القـبر للدعاء،
ويذكر أنه لم يفعله السلف، وقـد أجـدب الناس على عهد عمر رضي الله عنه فاستسقى
بالعباس.
ففي «صحيح البخـاري» عن أنس: أَنَّ عُمَرَ اسْتَسْقَى بِالعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ وَقَالَ: «اللَّهُمَّ إِنَّا كُنَّا إِذَا أَجْدَبْنَا نَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِنَبِيِّنَا فَتَسْقِينَا، وَإِنَّا نَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِعَمِّ نَبِيِّنَا فَاسْقِنَا؛ فَيُسْقَوْنَ» ([2]).
([1]) أخرجه: البخاري رقم (1010).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد