وقد قال تعالى: ﴿وَقَالُواْ لَا تَذَرُنَّ ءَالِهَتَكُمۡ وَلَا تَذَرُنَّ وَدّٗا وَلَا
سُوَاعٗا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسۡرٗا﴾ [نوح: 23] ذكر
ابن عباس وغيره من السلف: أنَّ هذه أسماء قوم صالحين كانوا في قوم نوح، فلما ماتوا
عكفوا على قبورهم، وصوروا تماثيلهم، ثم طال عليهم الأمـد فعبدوهم ([1]). قـد
ذكـر هذا البخـاري في «صحيحه» وأهل التفسير كابن جرير وغيره، وأصحاب قصص الأنبياء،
كوثيمة وغيره.
ويبين صحة هذه العلة أنه صلى الله عليه وسلم لعن من
يتخذ قبـور الأنبياء مساجد، ومعلوم أنَّ قبـور الأنبيـاء لا تُنبش، ولا يكون
تُرابهـا نجسًا.
وقد قال صلى الله عليه وسلم عن نفسه: «اللَّهُمَّ لاَ
تَجْعَلْ قَبْرِي وَثَنًا يُعْبَدُ» ([2])،
وقال: «لاَ تَتَّخِذُوا قَبْرِي عِيدًا» ([3])
فعُلم أنَّ نهيه عن ذلك من جنس نهيه عن الصلاة عنـد طلوع الشمس وعنـد غروبها؛
لأنَّ الكفار يسجدون للشمس حينئذٍ، فسدّ الذريعة، وحسم المادة بأن لا يُصلى في هذه
الساعة، وإن كان المصلِّي لا يصلي إلا لله، ولا يدعو إلاّ الله.
وكذلك نهى عن اتخاذ القبور مساجـد، وإن كـان المصلي عنـدها لا يصلي إلاّ لله، ولا يدعو إلاّ الله، لئـلا يفضي ذلك إلى دعائهـا والصلاة لـها.
([1]) أخرجه: مالك رقم (85).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد