×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الخامس

وقوله: «ومخاطبة إبراهيم الخليل صلى الله عليه وسلم لقومه كانت في نحو هذا الشِّرك، وذلك في قوله تعالى: ﴿وَكَذَٰلِكَ نُرِيٓ إِبۡرَٰهِيمَ مَلَكُوتَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَلِيَكُونَ مِنَ ٱلۡمُوقِنِينَ». ومن الشرك: عبادة الكواكب وعبادة النجوم، وكان الخليل عليه السلام قد نهى قومـه عن هـذا الشرك، نهاهم عن عبادة الكواكب، وناظرهم في ذلك، قال تعالى عنه: ﴿وَكَذَٰلِكَ نُرِيٓ إِبۡرَٰهِيمَ مَلَكُوتَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَلِيَكُونَ مِنَ ٱلۡمُوقِنِينَ ٧٥ فَلَمَّا جَنَّ عَلَيۡهِ ٱلَّيۡلُ رَءَا كَوۡكَبٗاۖ قَالَ هَٰذَا رَبِّيۖ فَلَمَّآ أَفَلَ قَالَ لَآ أُحِبُّ ٱلۡأٓفِلِينَ﴾.

فإبراهيم عليه الصلاة والسلام ناظر قومه في عبادة الكواكب، فرأى القمر ورأى الشمس، فلما رأى كلًّا منهما يزول ويتغيب، تبيَّن له عند ذلك أنه لا تجوز عبادتها من دون الله عز وجل؛ لأنها يجري عليها ما يجري من التغيُّر ومن التحوّل ونحو ذلك مما يجري في المخلوقين، فبيّن بذلك بطلان عبادتها من دون الله عز وجل فهو فعل هذا مناظرًا لهم، وليس ناظرًا كما يقوله الفلاسفة وعلماء الكلام، وإنما فعل هذا مناظرًا لهم ومبيّنًا لهم بطلان عبادة هذه الأشياء، التي تدبَّر وتُسيَّر، يسيِّرها الله سبحانه وتعالى من الطلوع إلى الغروب، وغير ذلك.

هو عليه الصلاة والسلام أراد أن يقيم عليهم الحجة، ويلزمهم أنَّ ما هم عليه هو الباطل؛ لأنَّ الكواكب لم تخلق السماوات والأرض، وأنها لا تنفع ولا تضر، بإقرارهم هم.

قوم إبراهيم عليه الصلاة والسلام كانوا يعبدون الكواكب ويعبدون التماثيل التي يصنعونها بأيديهم، على شكل حيوان أو إنسان أو على شكل كوكب


الشرح