×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الخامس

بل قد صرّح العلماء بالنهي عن ذلك، واتفقوا على أن الله يُسأل ويُقسم عليه بأسمائه وصفاته، كما يُقسم على غيره بذلك، كالأدعية المعروفة في السنن: «اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنَّ لَكَ الحَمْدُ، أَنْتَ الله، الحَنَّانُ المَنَّانُ، بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ، يَا ذَا الجَلاَلِ وَالإِكْرَام» ([1])، وفي الحديث الآخر: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ الأْحَدُ الصَّمَدُ، الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ» ([2])، وفي الحديث الآخر: «أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ، سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ، أَوْ أَنْزَلْته فِي كِتَابِكَ، أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ، أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الغَيْبِ عِنْدَكَ» ([3]).

*****

وقوله: «وأما غيره فما علمت بين الأئمة فيه نزاعًا» يعني: أما الحلف بغير النبي صلى الله عليه وسلم فلا يعلم الشيخ رحمه الله نزاعًا في المنع منه.

الحلف إنما يكون بالله عز وجل أو بصفة من صفاته، قال تعالى: ﴿وَلِلَّهِ ٱلۡأَسۡمَآءُ ٱلۡحُسۡنَىٰ فَٱدۡعُوهُ بِهَاۖ وَذَرُواْ ٱلَّذِينَ يُلۡحِدُونَ فِيٓ أَسۡمَٰٓئِهِۦۚ سَيُجۡزَوۡنَ مَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ[الأعراف: 180] ومن ذلك: الأحاديث التي ذكرها الشيخ رحمه الله من الحلف بالله وأسمائه وصفاته.

قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ كَانَ حَالِفًا فَلْيَحْلِفْ بِاللهِ أَوْ لِيَصْمُتْ» ([4]).


الشرح

([1] أخرجه: ابن ماجه رقم (3857)، وأحمد رقم (23041).

([2] أخرجه: أحمد رقم (3712)، وابن حبان رقم (972)، والطبراني في الكبير رقم (10352).

([3] أخرجه: البخاري رقم (2679)، ومسلم رقم (1646).

([4] أخرجه: ابن ماجه رقم (778).