بل قد صرّح العلماء بالنهي عن ذلك، واتفقوا على أن
الله يُسأل ويُقسم عليه بأسمائه وصفاته، كما يُقسم على غيره بذلك، كالأدعية
المعروفة في السنن: «اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنَّ لَكَ الحَمْدُ، أَنْتَ
الله، الحَنَّانُ المَنَّانُ، بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ، يَا ذَا
الجَلاَلِ وَالإِكْرَام» ([1])، وفي
الحديث الآخر: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ الأْحَدُ
الصَّمَدُ، الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا
أَحَدٌ» ([2])، وفي
الحديث الآخر: «أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ، سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ،
أَوْ أَنْزَلْته فِي كِتَابِكَ، أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ، أَوِ
اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الغَيْبِ عِنْدَكَ» ([3]).
*****
وقوله: «وأما غيره
فما علمت بين الأئمة فيه نزاعًا» يعني: أما الحلف بغير النبي صلى الله عليه وسلم
فلا يعلم الشيخ رحمه الله نزاعًا في المنع منه.
الحلف إنما يكون
بالله عز وجل أو بصفة من صفاته، قال تعالى: ﴿وَلِلَّهِ ٱلۡأَسۡمَآءُ ٱلۡحُسۡنَىٰ فَٱدۡعُوهُ بِهَاۖ وَذَرُواْ
ٱلَّذِينَ يُلۡحِدُونَ فِيٓ أَسۡمَٰٓئِهِۦۚ سَيُجۡزَوۡنَ مَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ﴾ [الأعراف: 180] ومن
ذلك: الأحاديث التي ذكرها الشيخ رحمه الله من الحلف بالله وأسمائه وصفاته.
قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ كَانَ حَالِفًا فَلْيَحْلِفْ بِاللهِ أَوْ لِيَصْمُتْ» ([4]).
([1]) أخرجه: ابن ماجه رقم (3857)، وأحمد رقم (23041).