المثبتون من الذات المجردة، والله تعالى هو
الذات الموصوفة بصفاته اللازمة، فليس «اسم الله» متناولاً لذات مجردة عن الصفات
أصلاً، ولا يمكن وجود ذلك، ولهذا قال أحمد رحمه الله في مناظرته للجهمية: لا نقول:
الله وعلمه، والله وقدرته، والله ونوره، ولكن نقول: الله بعلمه وقدرته ونوره، هو
إله واحد، وقد بسط في غير هذا الموضع.
وأما قـول الناس: أسألك بالله وبالرحم، وقـراءة من
قـرأ ﴿تَسَآءَلُونَ بِهِۦ وَٱلۡأَرۡحَامَۚ﴾ [النساء: 1]، فهو
من باب التسبب بها، فإنَّ الرحم توجب الصلة، وتقتضي أن يصل الإنسان قرابته، فسؤال
السائل بالرحم لغيره متوسل إليه بما يوجب صلته من القرابة التي بينهما، ليس هو من
باب الإقسام، ولا من باب التوسل بما لا يقتضي المطلوب، بل هو توسل بما يقتضي المطلوب،
كالتوسل بدعاء الأنبياء وبطاعتهم، وبالصلاة عليهم.
ومن هذا الباب: ما يروى عن عبد الله بن جعفر أنه قال:
«كنت إذا سألت عليًّا رضي الله عنه شيئًا فلم يُعْطِنِيهِ قلت له: بحق جعفر إلاّ ما
أعطيتنيه؛ فيعطينيه» أو كما قال.
فإنَّ بعض الناس ظن أنَّ هذا من باب الإقسام عليه بجعفر، أو من باب قولهم: أسألك بحق أنبيائك ونحو ذلك، وليس كذلك، بل جعفر هو أخو علي، وعبد الله هو ابنه وله عليه حق الصلة، فصلة عبد الله صلة لأبيه جعفر، كما ثبت في الحديث: «إِنَّ مِنْ الْبِرِّ أَنْ يَصِلَ الرَّجُل أَهْلَ وُدِّ أَبِيهِ بَعْدَ أَنْ يُوَلِّيَ» ([1])، وقوله: «إِنَّ مِنْ
([1]) أخرجه: ابن ماجه رقم (3664)، وأحمد رقم (16059).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد