فيها مقامات الأنبياء وغيرهم، أو مشهد مبني على أثر نبي
من الأنبياء، مثل ما كان مبنيًّا على نعله، ومثل ما في جبل قاسيون، وجبل الفتح،
وجبل طور زيتا الذي ببيت المقدس، ونحو هذه البقاع، فهذا مما يعلم كل من كان عالمًا
بحال رسول الله صلى الله عليه وسلم وحال أصحابه من بعده أنهم لم يكونوا يقصدون
شيئًا من هذه الأمكنة.
*****
المراد من هذا الكلام بيان أن مَن يصلِّي في
المكان الذي صلَّى فيه النبي صلى الله عليه وسلم من باب الاتفاق؛ لأنه أدركته
الصلاة، والنبي صلى الله عليه وسلم قال: «جُعِلَتْ لِي الأَرْضُ مَسْجِدًا
وَطَهُورًا» ([1]). فأدركته الصلاة
فصلّى فيه، ولم يكن يريد بذلك الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم في هذا الشيء،
فلا مانع من ذلك، وليس هذا داخلاً في الأمور المنهيّ عنها؛ لأنَّ هذا الذي فعله
النبي ليس من التشريع، والنبي صلى الله عليه وسلم إنما يُقتدى به في أمور التشريع،
أما الأمور العادية، فليست محلًّا للاقتداء.
وابن عمر رضي الله
عنهما لا يصلي في هذه الأماكن، ولا يقصدها للتبرك بها، وإنما يقصدها؛ لأن الرسول
صلى الله عليه وسلم جلس فيها أو صلّى فيها من باب شدة الاقتداء به صلى الله عليه
وسلم.
فلو أن ابن عمر رضي الله عنهما كان يصلي في هذه الأماكن، في غير وقت صلاة، مع أنه لم يثبت عنه ذلك، فإنه ليس قدوة في هذا، وإنما القدوة ما فعله أبوه وغيره من أكابر الصحابة.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (1189)، ومسلم رقم (1397).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد