وقد ثبت في «الصحيح» أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم لما أتى بيت المقدس ليلة الإسراء صلى فيه ركعتينِ، ولم يصلِّ بمكان غيره، ولا زاره.
وحديثُ المعراج فيه ما هو في «الصحيح»، وفيه ما هو في «السنن»
أو في «المسانيد»، وفيه ما هو ضعيـف، وفيه ما هو من الموضوعات المختلقات، مثل ما
يرويه بعضهم أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال له جبريل: هذا قبر أبيك إبراهيم،
انزل فصلِّ فيه، وهذا بيت لحم مولد أخيك عيسى، انزل فصلِّ فيه، وأعجب من ذلك أنه
روي فيه: أنه قيل له في المدينة: انزل فصلِّ هنا، قبل أن يبني مسجده، وإنما كان
المكان مقبرة المشركين.
والنبي صلى الله عليه وسلم بعد الهجرة إنما نزل هناك
لما بركت ناقته هناك، فهذا ونحوه من الكذب المختلق باتفاق أهل المعرفة.
وبيت لحم كنيسة من كنائس النصارى، ليس في إتيانها
فضيلة عند المسلمين، سواء كان مولد عيسى أو لم يكن، بل قبر إبراهيم الخليل لم يكن
في الصحابة ولا التابعين لهم بإحسان مَن يأتيه للصلاة عنده ولا الدعاء، ولا كانوا
يقصدونه للزيارة أصلاً.
*****
النبي صلى الله عليه وسلم لما أُسري به من مكة
إلى المسجد الأقصى، كما قال الله جل وعلا صلّى في المسجد الأقصى، ولم يذهب إلى أمكنته
ويتجول فيها.
أحاديث الإسراء
والمعراج مدوَّنة، وفيها الصحيح وفيها الحسن وفيها الضَّعيف، بل وفيها الموضوع
المدسوس، وفي «تفسير ابن كثير» في أول تفسير سورة الإسراء قدر كبير من هذه
الأحاديث، وبيان أحوالها،
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد