ومعلوم أنَّ أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من
السابقين الأولين والتابعين لهم بإحسان قد فتحوا البلاد بعد موت النبي صلى الله
عليه وسلم، وسكنوا بالشام والعراق ومصر، وغير هذه الأمصار، وهم كانوا أعلم بالدين
وأتبع له ممن بعدهم، وليس لأحد أن يخالفهم فيما كانوا عليه.
فما كان من هذه البقاع لم يعظّموه، أو لم يقصدوا
تخصيصه بصلاة أو دعاء، أو نحو ذلك، لم يكن لنا أن نخالفهم في ذلك، وإن كان بعض من
جاء بعدهم من أهل الفضل والدين فعل ذلك؛ لأن اتباع سبيلهم أولى من اتباع سبيل من
خالف سبيلهم.
وما من أحدٍ نُقل عنه ما يخالف سبيلهم إلاّ وقد نقل عن
غيره، ممن هو أعلم منه وأفضل، أنه خالف سبيل هذا المخالف. وهذه جُملة جامعة لا
يتسع هذا الموضع لتفصيلها.
*****
الواجب علينا بعد اتباع الكتاب والسُّنة أن نتبع ما عليه سلف هذه الأمة، وما أجمعت عليه، وأما ما انفرد به بعضهم أو شذّ به بعضهم، فهذا نتوقف فيه حتى يثبت.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد