فشفاعة المخلوق عند المخلوق تكون بإعانة الشافع
للمشفوع له، بغير إذن المشفوع عنده، بل يشفع إما لحاجة المشفوع عنده إليه، وإما
لخوفه منه، فيحتاج أن يقبل شفاعته، والله تعالى غني عن العالمين، وهو وحده -
سبحانه - يدبِّرُ العالمين كلهم، فما من شفيع إلاّ من بعد إذنه، فهو الذي يأذن
للشفيع في الشفاعة، وهو يقبل شفاعته، كما يُلهم الداعي الدعاء، ثم يجيب دعاءه،
فالأمر كله له.
*****
شفاعة المخلوق للمخلوق بخلاف الشفاعة عند الخالق، فالله - سبحانه - لا أحد يشفع عنده إلاّ بإذنه؛ لأنه ليس بحاجة إلى أحد، وأما المخلوق فإنه يُشْفَع عنده بغير إذنه، وبغير رضاه أيضًا، ويضطر المشفوع عنده أن يقبل الشفاعة؛ لأنه مُحتاجٌ إلى الشافع، محتاج إليه يعيله، أما الله جل وعلا فإنه غنيٌّ عن خلقه، ليس بحاجة إلى أحد حتى يقبل شفاعتهم.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد