وقال تعالى: ﴿فَلَمَّا ذَهَبَ عَنۡ إِبۡرَٰهِيمَ ٱلرَّوۡعُ وَجَآءَتۡهُ ٱلۡبُشۡرَىٰ
يُجَٰدِلُنَا فِي قَوۡمِ لُوطٍ ٧٤ إِنَّ
إِبۡرَٰهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّٰهٞ مُّنِيبٞ ٧٥ يَٰٓإِبۡرَٰهِيمُ أَعۡرِضۡ عَنۡ هَٰذَآۖ إِنَّهُۥ قَدۡ جَآءَ أَمۡرُ
رَبِّكَۖ وَإِنَّهُمۡ ءَاتِيهِمۡ عَذَابٌ غَيۡرُ مَرۡدُودٖ﴾ [هود: 74- 76].
*****
وكذلك المشرك وهو
مَنْ يدعو الله ويدعو معه غيره، كالذي يقول: لا إله إلا الله بلسانه، ثم يدعو
مخلوقًا من الأموات، أو يتقرب إلى غير الله سبحانه وتعالى بالعبادة، أو بالدعاء،
أو بالاستغاثة، أو بالذبح، أو بالنذر، للقبور والأضرحـة، فهؤلاء لا تنفعهم شفاعة
الرسول صلى الله عليه وسلم يوم القيامة؛ لأنهم مشركون، والله لا يقبل الشفاعة في
المشركين، فقد قال الله تعالى: ﴿مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَن يَسۡتَغۡفِرُواْ
لِلۡمُشۡرِكِينَ وَلَوۡ كَانُوٓاْ أُوْلِي قُرۡبَىٰ مِنۢ بَعۡدِ مَا تَبَيَّنَ
لَهُمۡ أَنَّهُمۡ أَصۡحَٰبُ ٱلۡجَحِيمِ﴾ [التوبة: 113].
الله - سبحانه - نهى
إبراهيم عليه السلام أن يستغفر لأبيه؛ لأنَّ أباه كان مُشركًا، ولما جاءت الملائكة
لإهلاك قوم لوط جادلهم إبراهيم عليه السلام، يريد بذلك أن يمتنعوا عن إهلاكهم،
فالله جل وعلا نهاه عن ذلك وقال: ﴿يَٰٓإِبۡرَٰهِيمُ أَعۡرِضۡ عَنۡ هَٰذَآۖ إِنَّهُۥ قَدۡ جَآءَ أَمۡرُ
رَبِّكَۖ﴾ [هود: 76] فدلَّ على أنَّ المشرك لا تُقْبَل فيه شفاعة
الأنبياء. ومنع اللهُ نبيه صلى الله عليه وسلم أن يستغفر لعمه أبي طالب ولأمه؛
لأنهما ماتا على الشرك.