×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الخامس

ولهذا قال الله تعالى في سياق خطاب النصارى: ﴿قُلۡ يَٰٓأَهۡلَ ٱلۡكِتَٰبِ تَعَالَوۡاْ إِلَىٰ كَلِمَةٖ سَوَآءِۢ بَيۡنَنَا وَبَيۡنَكُمۡ أَلَّا نَعۡبُدَ إِلَّا ٱللَّهَ وَلَا نُشۡرِكَ بِهِۦ شَيۡ‍ٔٗا وَلَا يَتَّخِذَ بَعۡضُنَا بَعۡضًا أَرۡبَابٗا مِّن دُونِ ٱللَّهِۚ فَإِن تَوَلَّوۡاْ فَقُولُواْ ٱشۡهَدُواْ بِأَنَّا مُسۡلِمُونَ [آل عمران: 64].

*****

 الإسلام يتضمَّن الاستسلام لله وحده.

قال تعالى: ﴿ضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلٗا رَّجُلٗا فِيهِ شُرَكَآءُ هذا مثل للمشرك والموحِّد، فالمشرك الـذي يعبد آلهة متعـددة لا يدري من يُرضي منهم، مِثل المملوك الذي له عدة مُلاّك، لا يدري من يُرضي منهم، ومن يحقق رغبته منهم، والموحِّد هو الذي له مالك واحد، يعرف مالكه وما يطلبه منه، فهو في راحة معه.

قوله: «فلا بد في الإسلام من الاستسلام...» من استسلم لله وحده فهو موحِّد، ومن استسلم لله ولغيره فهو مشرك، ومن أبى أن يستسلم لله فإنه يكون مستكبرًا.

قوله: «لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ...» الكِبر هو «بَطَرُ الْحَقِّ» يعني: دفع الحق وعدم قبوله، «وَغَمْطُ النَّاسِ»، الكبر هو: احتقار الناس وعدم قبول الحق، أما تجمّل الإنسان بالثياب وغير ذلك فهذا من الجمال، وقد أمر الله بالتجمُّل، فالله جميل يحب الجمال، والمتجمِّل لا يكون في قلبه كِبر، كما أنَّ الفقير والعائل قد يكون فيه كِبر، فالعبرة بالقلبِ، فالعائل المستكبر من الذين لا يكلمهم الله، ولا ينظرُ إليهم يوم القيامة، ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم .


الشرح