×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الخامس

 نبيهم، كمـا قال تعالى: ﴿فَإِن تَنَٰزَعۡتُمۡ فِي شَيۡءٖ فَرُدُّوهُ إِلَى ٱللَّهِ وَٱلرَّسُولِ [النساء: 59]، ﴿وَمَا ٱخۡتَلَفۡتُمۡ فِيهِ مِن شَيۡءٖ فَحُكۡمُهُۥٓ إِلَى ٱللَّهِۚ[الشورى: 10] فهم يرجعون إلى كتاب ربهم وإلى سُنة نبيهم ويتفقون، ويحسمون الخلاف، بخلاف أهل الشرك وأهل الضلال، فإنهم لا يتَّفِقون، بل كل حزب بما لديهم فرحون.

وأما قوله تعالى: ﴿وَلَوۡ شَآءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ ٱلنَّاسَ أُمَّةٗ وَٰحِدَةٗۖ وَلَا يَزَالُونَ مُخۡتَلِفِينَ ١١٨ إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَۚ وَلِذَٰلِكَ خَلَقَهُمۡۗ وَتَمَّتۡ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمۡلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ ٱلۡجِنَّةِ وَٱلنَّاسِ أَجۡمَعِينَ يعني: أن أهل الرحمة لا يختلفون، ولذلك قيل: الاجتماع رحمة والفرقة عذاب، فالذين يروون حديثًا عن الرسول صلى الله عليه وسلم: «خلاف أُمَّتِي رحمة»، هذا لا أصل له، فالخلاف في العقيدة ليس رحمة، وإنما هو شر، أما الاختلاف في الاجتهاد والاستنباط، فهذا يقع، لكنه يُرْجَع فيه إلى الدليل، قال تعالى: ﴿فَإِن تَنَٰزَعۡتُمۡ فِي شَيۡءٖ فَرُدُّوهُ إِلَى ٱللَّهِ وَٱلرَّسُولِ إِن كُنتُمۡ تُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِۚ ذَٰلِكَ خَيۡرٞ وَأَحۡسَنُ تَأۡوِيلًا.

وأما قوله تعالى: ﴿فَأَقِمۡ وَجۡهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفٗاۚ فِطۡرَتَ ٱللَّهِ هذا دليل على أن التوحيد هو دين الفطرة، وهو دِين الإسلام.


الشرح