نبيهم، كمـا قال تعالى: ﴿فَإِن تَنَٰزَعۡتُمۡ فِي شَيۡءٖ فَرُدُّوهُ إِلَى ٱللَّهِ وَٱلرَّسُولِ﴾ [النساء: 59]، ﴿وَمَا ٱخۡتَلَفۡتُمۡ فِيهِ
مِن شَيۡءٖ فَحُكۡمُهُۥٓ إِلَى ٱللَّهِۚ﴾ [الشورى: 10] فهم يرجعون إلى
كتاب ربهم وإلى سُنة نبيهم ويتفقون، ويحسمون الخلاف، بخلاف أهل الشرك وأهل الضلال،
فإنهم لا يتَّفِقون، بل كل حزب بما لديهم فرحون.
وأما قوله تعالى: ﴿وَلَوۡ شَآءَ رَبُّكَ
لَجَعَلَ ٱلنَّاسَ أُمَّةٗ وَٰحِدَةٗۖ وَلَا يَزَالُونَ مُخۡتَلِفِينَ ١١٨ إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَۚ وَلِذَٰلِكَ خَلَقَهُمۡۗ وَتَمَّتۡ
كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمۡلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ ٱلۡجِنَّةِ وَٱلنَّاسِ أَجۡمَعِينَ﴾ يعني: أن أهل
الرحمة لا يختلفون، ولذلك قيل: الاجتماع رحمة والفرقة عذاب، فالذين يروون حديثًا
عن الرسول صلى الله عليه وسلم: «خلاف أُمَّتِي رحمة»، هذا لا أصل له، فالخلاف
في العقيدة ليس رحمة، وإنما هو شر، أما الاختلاف في الاجتهاد والاستنباط، فهذا
يقع، لكنه يُرْجَع فيه إلى الدليل، قال تعالى: ﴿فَإِن تَنَٰزَعۡتُمۡ فِي شَيۡءٖ فَرُدُّوهُ إِلَى ٱللَّهِ وَٱلرَّسُولِ إِن كُنتُمۡ تُؤۡمِنُونَ
بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِۚ ذَٰلِكَ خَيۡرٞ وَأَحۡسَنُ تَأۡوِيلًا﴾.
وأما قوله تعالى: ﴿فَأَقِمۡ وَجۡهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفٗاۚ فِطۡرَتَ ٱللَّهِ﴾ هذا دليل على أن التوحيد هو دين الفطرة، وهو دِين الإسلام.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد