وعَدْل الشيء بالفتح يكون ما سَاوَاه من غير جنسه، كما
قال تعالى: ﴿أَوۡ عَدۡلُ ذَٰلِكَ صِيَامٗا﴾ [المائدة: 95]، وذلك يقتضي أنَّ له من الثواب ما يساوي
الثلث في القَدْر، ولا يكون مثله في الصفة، كمن معه ألف دينار، وآخر معه ما يعدلها
من الفضة والنحاس وغيرهما، ولهذا يحتاج إلى سائر القرآن، ولا تغني عنه هذه السورة
مطلقًا، كما يحتاج من معه نوع من المال إلى سائر الأنواع.
وسورة ﴿قُلۡ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ﴾ فيها
التوحيد القولي العملي، الذي تدلُّ عليه الأسماء والصفات، ولهذا قال تعالى: ﴿قُلۡ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ ١ ٱللَّهُ ٱلصَّمَدُ ٢ لَمۡ
يَلِدۡ وَلَمۡ يُولَدۡ ٣ وَلَمۡ
يَكُن لَّهُۥ كُفُوًا أَحَدُۢ﴾ [الإخلاص: 1- 4] وقد
بسطنا الكلام عليها في غير هذا الموضع.
*****
فهو المسؤول عنه،
ويُثاب أو يعاقب عليه، وهو يترك باختياره ويفعل باختياره؛ لأنَّ عنده قدرة ومشيئة،
وعنده إرادة وإمكانية.
وسورة الإخلاص تعدل
ثلث القرآن؛ لأن القرآن ثلاثة أقسام: إما إخبار عن الله تعالى وما له من الأسماء
والصِّفات وهذا في سورة الإخلاص، وإما أمر ونهي وتشريع وهذا في سورة الكَافرون،
وإما قصص وأخبار عن الماضي والمستقبل وهذا كثير في قصص القرآن الكريم.
فـ ﴿قُلۡ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ﴾ تعدل ثلث القرآن لا في القدر، وإنمـا في الفضل، ولذلك لا تغني سورة الإخلاص عن القرآن كله، وليس فيها بسط وتفصيل للأحكام الشرعية، والأوامر والنواهي. وإنما هي إخبار عن الله تعالى وأسمائه وصفاته وللشيخ رحمه الله مؤلَّف مستقل في تفسير هذه السورة اسمه «تفسير سورة الإخلاص» أو «جواب أهل العلم والإيمان في أن ﴿قُلۡ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ﴾ تعدل ثلث القرآن».