×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الخامس

وسورة ﴿قُلۡ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ فيها إثبات الذات، وما لها من الأسماء والصفات التي يتميز بها مثبتو الرب الخالق الأحد الصمد من المعطّلين له بالحقيقة، نفاة الأسماء والصفات، المضاهين لفرعون وأمثالـه ممن أظهر التعطيل والجحود للإله المعبود.

وإن كـان في الباطن يقر به كما قـال تعالى: ﴿وَجَحَدُواْ بِهَا وَٱسۡتَيۡقَنَتۡهَآ أَنفُسُهُمۡ ظُلۡمٗا وَعُلُوّٗاۚ [النمل: 14]، وقال موسى: ﴿قَالَ لَقَدۡ عَلِمۡتَ مَآ أَنزَلَ هَٰٓؤُلَآءِ إِلَّا رَبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ بَصَآئِرَ وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَٰفِرۡعَوۡنُ مَثۡبُورٗا [الإسراء: 102].

والله - سبحانه - بعث أنبياءه بإثبات مفصّل ونفي مُجْمَلٍ، فأثبتوا له الأسماء والصفات، ونفَوْا عنه مماثلة المخلوقات.

*****

سورة الإخلاص فيها توحيد الربوبية والأسماء والصفات، وسورة الكافرون فيها توحيد الألوهية وهو توحيد العبادة.

قوله: «والله - سبحانه - بعث أنبياءه بإثبات مفصل...» إثبات مفصل، مثل: الله الرحمن الرحيم، الخالق الرازق المدبّر، إثبات مفصّل للأسماء والصفات، ونفي مجمل كقوله: ﴿لَيۡسَ كَمِثۡلِهِۦ شَيۡءٞۖ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡبَصِيرُ [الشورى: 11]، وقوله: ﴿وَلَمۡ يَكُن لَّهُۥ كُفُوًا أَحَدُۢ [الإخلاص: 4]، وقوله: ﴿هَلۡ تَعۡلَمُ لَهُۥ سَمِيّٗا [مريم: 65] هذا ما جاء به الرسل في الأسماء والصفات.


الشرح